الثلاثاء، 10 مايو 2011

الأهمية الحقيقية
التاريخ: Saturday, May 07
الموضوع: باولو كويلو


باولو كويلو ** كان جان يمضي الوقت مع جده في أحد الميادين العامة في باريس، وعند نقطة معينة لمح صانع أحذية وهو يتعرض للإساءة من جانب أحد زبائنه، والذي كان حذاؤه به عيب. وأصغى صانع الأحذية بهدوء لشكوى الزبون وقدم اعتذاره له ، ووعده بإصلاح الخطأ.
توقف جان وجده لاحتساء القهوة في أحد المقاهي، وعند المائدة غير بعيد عنهما طلب النادل من رجل أن يحرك مقعده قليلا ليفسح المجال، وقد انفجر ذلك الرجل في فيض من الشكاوى، ورفض التحرك.
قال جد جان:(لا تنس ابدا ما رأيته اليوم. لقد تقبل صانع الأحذية الشكوى بينما هذا الرجل القريب منا لم يرد التحرك من

مكانه.
إن الرجال المفيدين الذين يقومون بأشياء مفيدة لا يهمهم أن يعاملوا كما لو كانوا أشخاصا غير مفيدين، ولكن الأشخاص غير المفيدين ينظرون إلى أنفسهم دوما على أنهم مهمون، ويحجبون افتقارهم إلى الكفاءة وراء مظهر التعالي).


الهدية الخطأ

قررت ماي تماكي التخلي عن كل شيء تعرفه، حيث كانت خبيرة اقتصادية، لكي تكرس نفسها لفن الرسم. وكانت على امتداد سنوات قد سعت للوصول إلى معلم مناسب، إلى أن التقت بامرأة تقيم في التبت، وهي اختصاصية في فن اللوحات الدقيقة المعروفة باسم المنمنمات. وغادرت ماي اليابان ومضت إلى جبال التبت، وأقامت لدى معلمتها التي كانت فقيرة للغاية، لتتعلم ما هي بحاجة إلى تعلمه.
وفي نهاية العام الأول عادت ماي إلى اليابان لقضاء يومين هناك ورجعت إلى التبت حاملة حقائب مليئة بالهدايا. وعندما رأت معلمتها ما جلبته معها شرعت في البكاء وطلبت من ماي ألا تعود إلى بيتها قائلة: «قبل رحلتك كانت علاقتنا جوهرها المساواة والمحبة ، كان لديك سقف تستظلين به وطعام تأكلينه، ولوحات تبدعينها، أما الآن وقد جلبت لي هذه الهدايا فقد كرست فارقا بيننا، وإذا وجد هذا الفارق فلا مجال للفهم والتعاطف».


ما ينقذ الحب

يحكي ل. برباروسه قصة جزيرة كانت تعيش عليها مشاعر الرجال، أي الفرح، الحزن، الغرور، الحكمة والحب. وذات يوم بدأت هذه الجزيرة في الغرق إلى قاع المحيط، وتمكن جميع من عليها من الوصول إلى مراكبهم عدا الحب.
عندما طلب الحب من الثراء إنقاذه، رد الثراء قائلا: «لا يمكنني ذلك فسفينتي مثقلة بالذهب والجواهر».
وهكذا يمم الحب شطر الغرور، وطلب منه المطلب ذاته، لكن الغرور رد قائلا: «إنني آسف، لكني لا أريد توسيخ مركبي».
سارع الحب بالمضي إلى الحكمة ولكن الحكمة رفضت مساعدته قائلة: «إنني أريد أن أكون ذاتي، وأنا عاكفة على التأمل في المأساة، وفي وقت لاحق سأقوم بتأليف كتاب عنها».
بدأ الحب يغرق، وعندما كان يحتضر تقريبا، أقبل رجل على مركب وانتهى به الأمر إلى إنقاذ الحب.
قال الحب، فيما هو يسترد أنفاسه ويفيق من الخوف الذي أطبق عليه: «شكرا لك، ولكن من أنت؟»
رد الرجل العجوز قائلا: «إنني الزمن، والزمن وحده هو القادر على إنقاذ الحب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق