أسئلة في الحب
حجم الخط |
تاريخ النشر: الجمعة 27 مايو 2011
عالم الحب عجيب غريب، ولا ندري ما هذا النوع من الإحساس، كثيراً ما كنت أتساءل ما هي حقيقة هذا الإحساس، هل هو نوع من نكران الذات، أم أنه نوع خاص للأنانية بحب هو امتلاك «حصري»؟
هل هو تجرد وعودة الإنسان إلى فطرته، بأن لا معنى للحياة بلا حب، فعندما يتوقف الإنسان عن الحب، تنتهي حياته الفعلية، قد يبقى حياً بالمعنى الحركي يروح ويجيء ولكن بلا روح، فما هذه الصراعات والحروب، إلا نوع من الحب، ولكن أي حب! حب المال، حب السيطرة، حب الشهرة، حب الانتقام، حب الشر!
هل يرتكب الإنسان جريمة بدافع الحب، كيف يموت دفاعاً عن وطن بدافع الحب، هل ينسى ويتجرد من الأنانية، ويبذل أغلى ما لديه طائعاً خاشعاً! كيف يطوي أحزان سنين عجاف في لحظة حب خاطفة، وتذوب جبال من الحقد بابتسامة حب، كيف تتألف قلوب بكلمة وتتفرق بأخرى!
ماذا يرى الإنسان حين يحب، هل يرى حقيقة الأشياء، أم أنه يرى ما تحب روحه أن يراه، وتعمى عن كل العيوب! هل يرى من زاوية ضيقة، أم أنه ينظر بنظارة تتلون بلون الحب الذي يعيشه!
الحب مزيج شوق وحيرة وصفاء يجعلنا ممن نحب أقرب، لا ندري دونه إلى أين نأوي ونذهب، نعتاد المحبوب دون أن ندري السرّ في ذلك، وتتولد الرغبة المستمرة في الازدياد، لتغدو كل الأشياء جميلة، وأصيلة، فتخضر وتعشوشب القلوب، وتحلو الدروب، ومن أجله تهون الخطوب..
هلّا نظرنا في عيون المحبين، ماذا نرى في تلك العيون السارية مع خيوط الفجر إلى أعمالها، ماذا نرى في تلك العيون التي تعانق الشمس وهي تحصد القمح والأمل في الحقول؟
ماذا نرى في تلك الوجوه البريئة الدالفة إلى المدرسة، ماذا نرى في تلك العيون المودّعة كل صباح، والمستقبلة المتهللة المستبشرة بالعودة، بحصاد العلامات وبراءة الحياة؟
هلّا نظرنا في عيون العاشقين، المتوقدة المتنهدة، كم هي حلوة نظراتهم، كم هي مُرّة عبراتهم، كم هي واسعة أحلامهم، كم هي حزينة أشجانهم.
هل أحسسنا بحرارة الحب الذي يسكن قلوبهم، وهي تتقلب على جمر الانتظار تلو الانتظار، والأمل تلو الانكسار!
هل رأيتم ذلك الألق وبريق الشوق في عيونهم، وهم يتهادون الزهور ويرسمون في خيالاتهم الأماني والأحلام بيوم جديد.
نزار قباني:
الحب يا حبيبتي.. قصيدة جميلة مكتوبة على القمرْ
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجرْ
الحب منقوش على ريش العصافير، وحبات المطرْ
لكن أي امرأة في بلدي، إذا أحبَّت رجلاً، تُرمى بخمسين حجرْ
مانع سعيد العتيبة:
فَـرَضَ الحــبيبُ دَلالَهُ وتَمَنَّعــَا وَأَبَى بغـــيرِ عذابِنـَـــا أَنْ يَقْنـعــــا
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهــوى ناديتــــه فأصــَــــرَّ ألاّ يســــمعــا
وعجـبتُ من قلبٍ يرقُّ لظـالمٍ ويُطـــيـقُ رغــمَ إبائِــهِ أنْ يَخْضَـعَا
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهـوى قَــدَرٌ وليــس بأمـرِنَــا أَنْ يُرْفـَعـَــا
والظلمُ في شَرْعِ الحبيب عدالةٌ مهمـا جَفَا كـنتَ المُحِـبَّ المُُولَعَــا
ولقـد طـربتُ لصـوتِه ودلالــه واحــتلّتْ اللفـــتـاتُ فيّ الأضـلُعـَـا
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضـياؤه والعطــرُ من وردِ الخــدودِ تــضوَّعَا
يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقـتَهُ وكســوتَهُ حُســْنَاً فكنتَ المُـبْدِعـَا
وجعــلته ملكـاً لقـلبي ســيّداً لمـّــا على عــرشِ الجــمالِ تربَّعــــَا
اقرأ المزيد : المقال كامل - أسئلة في الحب - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=50480&y=2011&article=full#ixzz1NYB1WHng
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق