الأربعاء، 4 مايو 2011

ذهبُ المُعِّزِ وسَيْفُه

تتعلق الحكاية الأولى بتعبير ''ذهبُ المُعِّزِ وسَيْفُه'' الذي أستخدمه كثيراً لتوضيح ما أصاب بعض أطراف المعارضة وخصوصا تلك التي دفعها الطمع إلى المغطس الذي هي فيه. ومعلومٌ أن المقصود هو المعزُّ لدينِ الله رابع الخلفاء الفاطميين الذي أمر ببناء القاهرة لتكون عاصمته. وكان المعزّ عند قدومه إلى مصر متمرسا في الحكم وإدارة شؤون الخلافة وتصريف أمور الدولة. ويروي ابن خلكان إنه عندما جاء المعزُّ إلى الديار المصرية بعد أن فتحها جوهر الصقلي باسمه[1] وجد من ''كان يطعن في نَسَبِه، فلما قرب من البلد وخرج الناس للقائه، اجتمع به جماعة من الأشراف فقال له من بينهم ابن طباطبا: إلى من ينتسب مولانا؟ فقال له المعزُّ: سنعقد مجلساً ونجمعكم ونسرد عليكم نسَبنا. فلما استقر المعزُّ بالقصر جمع الناس في مجلس عام وجلس لهم وقال: هل بقي من رؤسائكم أحد؟ فقالوا: لم يبق مُعْتَبر. فسلَّ عند ذلك نصفَ سيفه وقال: هذا نَسَبي، ونثرَ عليهم ذهباً كثيراً وقال: هذا حَسَبي، فقالوا جميعاً: سَمِعنا وأطَعنا''. فوالاه من خاف من السيف ومن طمع في الذهب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق