الجمعة، 20 مايو 2011

نهوض التفكير

كتاب " نهوض التفكير " محاصرة الشرور
د. عبدالكريم بكار
• المشاريع الصغيرة الواقعية خير من الشعارات الكبيرة الخيالية
• يقول مالك بن نبي " حركة التاريخ تصنعها آلاف الجهود الصغيرة التي لا نُلقي لها بالاً ، وليكن مشروعنا الخاص الصغير في أي درب مباح فإن موعود الله تعالى حق " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .
• انهارت الأمة عسكرياً وسياسياً في أوقات مختلفة ، ولكن لم يستطع أحاد تدميرها حضارياً و إنسانياً ، فقد بقيت تضخ الخير والإيمان ، والحضارة في موقف حق و مساعدة محتاج ومؤسسة وقفية ، سبيل ماء وتحقيق مسألة .واكرام جار
• الفكر التكفيري تسلك الصبر والعمل البطيئ والإصرار العنيد
• مضت سنة الله – تعالى- في الخليفة أن يظل الصراع مشتعلاً بين الحق وأهله من جهة والباطل وأهله من جهة آخرى .
• حين هبط آدم وزوجه من الجنة هبط معهما إبليس بوصفة المسؤول الأكبر عن إشاعة الشرور .
• كلما درجت البشرية في سبل العمران والتحضر اتسعت الإمكانات أمام أهل الخير وأهل الشر ، لكن بما أننا نعيش في ظل حضارة مادية إلحادية فإن اكتشاف مساحات نشر الخير تحتاج إلى نوع من الإبداع ، على حين أن الشر يطرق الأبواب وكثيراً ما يدخل من غير استئذان !
• الخبرة القديمة لدينا في مقاومة الشرور ، كانت تعتمد على النهي والزجر والتشنيع على المفسدين ومعاقبتهم وهذا الاسلوب سيظل مطلوبا لكن التجربة التاريخية علمتنا أن الضغط الاجتماعي إذا لم يصحبه تربية جيدة وتنمية أجود للوازع الداخلي ، فإن آثاره ستكون أقرب إلى السلبية منها إلى الإيجابية .
• إن من شأن التقدم الحضاري أن يوسع مساحة الحرية الشخصية لكل واحد من الناس ، تجعل نصح الجار لجاره والرجل لأحد اقربائه من الأمور الغير مستساغة ولهذا فإن مساحة القول في محاصرة الشر تضيق يوماً بعد يوم ، وأخذ المبدأ الإسلامي العظيم " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " يذبل ويفقد منطقيته وأنصاره على نحو مخف ومخجل !
• مطالبة الدولة بالمزيد من التدخل لحماية الأخلاق والآداب والأعراف الحميدة ، سيعني على نحو آلي منحها المزيد من الصلاحية والنفوذ في التدخل في حياة الناس ، وهذا يتطلب تضخم أجهزة الدولة ، وهذا ليس في صالحها ولا في صالح شعبها ،
• إن الدولة مثل القلب ومثل الكبد إذاتضخم فسد ، وإذا فسد تضخم ، وقد صدق من قال : " الدولة وليدة عيوبنا ، والمجتمع وليد فضائلنا " .
• إن المجتمع الفاضل في الرؤية الإسلامية هو الذي يقوم بمعظم شؤونه دون أن يطلب المعونة من أي دولة أو سلطة بسبب استغنائه بمادراته ومؤسساته وارتباطاته الأهلية والشعبية ، وأعتقد أننا الآن وصلنا إلى بيت القصيد ومربط الفرس .
• إن الطبيعة كما يقولون تكره الفراغ ، لا يقوم الصالحون بملئه فسملأ وبسرعة هائلة من قبل غيرهم
• حين تكون على درجة عالية من الكفاءة ،تكثر أعداد الذين لهم مصلحة عندك ، وأعداد الذين يحتاجونك ، ومن خلال الحاجة إليك يمنحونك الفرصة تلو الفرصة لأن تكون مؤثرا وفاعلا ، حتى أعدائك فإنهم يضطرون إلى مصانعتك من أجل الاستفادة منك .
• في زمان كزماننا يكون غير المباشر أهم من المباشر ، ويكون الردع عن طريق الفعل اقوى من التأثير عن طريق الكلام ، كما تكون الحركة الإيجابية أهم من الموقف السلبي الشاجب والمحتج .
• النية الحسنة والنشاط المستعر قيمة في كل زمان ، ولا يكافئ الإخلاص إلا كرم التوفيق .
• في العالم المادي تشعر الإنسان دائما بالانكماش والضعف ، ويجد نفسه محاصرا بالضرورات ومهددا بنفاد الطاقة ، لكن في عالم الروح الأمر مختلف ، كل شيئ يتمدد ويتسع ويكبر فيشعر المؤمن بمدد لم يحسب حسابه يغمر كيانه كله بالنور والحبور .
• مواصفات زماننا التي تزداد رسوخاً وتعميماً لا تخدم عالم الروح ولا تلائم متطلبات الإيمان ، وهذا يعني أن على المسلم الذي يريد أن يحيا وفق مبادئه وعقيدته أن يعوّد نفسه السباحة ضد التيار ، وأن يمتلك طاقة استثنائية على التحمل والممانعة .
• لا يخفى علينا أننا نعيش في عالم يقدّس القوة على حساب الرحمة، ويحتفي بالمادي على حساب المعنوي ، وينخرط في العاجل على حساب الآجل ، في عالم كهذا تكون الأحاديث حول الرجاء والخوف والمحاسبة والمناجاة والشوق إلى الله ـ تعالى ـ والميزان والكوثر وشقاء جهنم .... شيئا يدل على العيش خارج العصر وبعيداً عن دوائر الأهتمام ، وهذا بالضبط ما يجعل مملكة الروح تبدو موحشة ومهجورة !
إن المسلم في هذه الحياة يحتاج إلى أمور كثيرة ، لعله يأتي في مقدمتها امران :
رؤية راشد مسددة للواقع بفرصه وإمكاناته وتحدياته وطاقة تساعده على قطع الطريق طويل مملوء بالصعاب والعقبات
• إن الإيمان بالله تعالى حين يتجاوز وضعية القناعة العقلية ليصبح مصدراً للشعور بمعيّة الله تعالى والأنس به والتوكل عليه والأستعانه به والثقة بما عنده ... فإنه يصبح آنذاك المولد الأساسي لروح المقاومة وروح المبادرة وروح الاستمرار لدى الإنسان المسلم .
• إن عالم ما بعد الحداثة يدفع الناس للعيش في وسط مائع خال من القيود غير محدود وبحدود ، ويأتي الصوم بحرفية توقيته من الفجر إلى المغرب ليمنح المسلم ترياق المناعة ضد موجات التحديث التي تستهدف تفكيك المنظومة الفكرية والخلقية التي تساعدنا على أن نظل بشراً أسوياء
• إن النخبة المثقفة لدينا تأثرت تأثرا بالغا بالثقافة الغربية في إهمال الشأن الروحي إلى درجة الاستغراب ممن يتحدث عن صفاء القلب أو محبة الله تعالى أو مراقبة أو الحياء من ....
قد صار كثير من المثقفين يرون أن الحديث عن هذه الأمور لا يليق بالمفكر والفيلسوف والباحث الموضوعي ! وهذا في الحقيقة ليس سوى صدى لأنهيار المركز الذي احتلته الروح على مدار التاريخ .
• إن القاعدة الروحية الأخلاقية في أي مجتمع ، هي من التي تتحمل الأثقال التي تنتج عن طبيعة الحياة وعن إخفاق خطط التنمية المتعاقبة ، وعن انتكاسات التي تصاب بها الأمة في الميادين المختلفة ، ومن هنا فإن علينا أن نخطو خطوة نحو الوراء من أجل إعادة الاعتبار لهذا الجانب من حياتنا الخاصة والعامة .
• من الواضح أن العولمة بما هي حركة لمراكمة المنافع المادية ، تقلل من تأثير العقائد والأيديولوجيات في صياغة السلوك العام للناس ، وهذا يحرم التربية الروحية من أطرها الإيمانية ومن مرتكزاتها العقدية ، كم أن خطاب (ما بعد الحداثة ) يحاول إسقاط الثوابت والمطلقات الدينية وغير الدينية ، مما يجعل الناس يندفعون في نهاية الأمر إلى عالم سائل ، لانسق فيه ولا مرجع ، ولامعيار ، عالم خال من المقدسات والغيبيات ، وهذا يدفع بالناس في اتجاه إضاعة مبادئهم واهدافهم في آن واحد ، هنا يأتي الصيام ليؤكد أن المسلمين مازالوا أوفياء لإيمانهم ومن ثم فإنهم يردون على الطروحات الإلحادية بشكل علمي ملموس من خلال حرمان النفس من أكثر مشتهياتها إلحاحاً على نحو صارم وبالتزام حرفي ، حيث تحسب بدايات هذه العبادة ونهاياتها يوميا بالدقائق وليس بالساعات .
• ضرورة تدريس الجنس ، مع احترامي لما يقال في هذا الشان إلا أن علينا أن نقول : إن التيار الشهواني لا يقابل بالمزيد من الفكر ولا المزيد من الوعي ، وإنما يقابل بإنشاء تيار روحي يقدم للفرد المسلم ولا سيما الشباب مسرات وجدانية تفوق في إمتاعها وعطاءتها ما تقدمة الغريزة الجنسية
• إن انتصار أي ثقافة يتوقف على مدى ما تتمتع به من قيم تضفي عليها التألق والجاذبية ، وإن أمتنا في أمس الحاجة اليوم إلى أن نتلمّس المثل والقيم التي تجعل من ثقافتها شيئاً سامياً ومنسجماً مع تعاليم دينها .
• الفرد بسبب خوفه من المجتمع يكون له سلوكان : اجتماعي وشخصي ، ويكون خيرهما ما يظهر للناس! الصيام يساعد على استعادة التوازن في هذه المسألة، حيث يندفع الصائم إلى ترك الملذات والشهوات بسبب خوفه من الله تعالى ورجائه لما عنده وليس بدافع خوف الناس ورقابتهم عليه .
• إن المشكلةالجوهرية التي نعاني منها ، لا تتمثل في نقص الإمكانات والقدرات وإنما في ضعف العزائم والإرادات ، إن مشكلة المسلمين اليوم ليست مع المستحيل وإنما مع الممكن وليست مع العسير وإنما مع اليسير .
• من طبيعة الناس ان يجعلوا ( الدين ) بتعاليمه وشعائره جزءاً من ثقافتهم العامة ن عوضاً عن أن يكون مهيمناً عليها وموجهاً لها ، نحن قادرون أن نجعل من رمضان محطة لإعادة شحن قوانا الروحية وفرصة للاستدراك على قصورنا الاجتماعي ، والتخلص بالتالي من مشاعر العجز والإحباط المنتشر في كل مكان ؟
• نحن نتحرك داخل الكثير من القيود الزمانية والمكانية ، وكما أن أعمارنا محدودة ، كذلك إمكاناتنا وقدراتنا وعلاقاتنا أيضاً محدودة ، مما يجعل وجود فجوة بين ما نريده وبين ما نفعله أو نحصل عليه أمراً متوقعا ً .
• قبول النقد يمنحنا القوة لأنه يساعدنا على عمل شئ قبل حدوث الأنهيار ، إنه يفتح سبيلاً عن السير في نفق مظلم ، في آخره مهلكة .
• إن رفض النقد هو رفض للتكيّف ورفض للاستدراك على الخطأ والتقصير ، وهذا ما يجعل السير في طريق الاضمحلال أمراً لا بد منه!
• إن الحوار يحجّم الخلاف في العديد من الأمور ويزيل سوء الفهم وسوء التقدير وسوء الظن الذي يسود في حالات التدابر والتجافي ، وهذا يمهد الطريق للتعاون والتعاضد والعمل معاً ، وكأننا فريق واحد .
• وعي الناس غارق في الإهتمام بالشأن الشخصي ، وهذا يعود إلى ضعف التربية الإجتماعية لدينا حيث التركيز شبه المطلق على النجاح الشخصي .وقد أصبحت ( الأخوة الإسلامية ) و ( الإخوة في الله ) خالية من الجاذبية وخالية من المضمون أيضاً ، أما المطالبة بتحقيق معنى ( الإيثار ) في حياتنا اليومية ، فقد صارت تثير الدهشة وأحياناً الإشفاق !
• إن ارثنا الحضاري العريق في التعاطف والتراحم والتعاون آخذ في التآكل دون أن نحدث مبادرات كبرى للحفاظ على ما تبقى منه ، قد يكون لغياب الرؤية الثقافية الإستراتيجية دور أساسي في هذا .
• إن الفقر هو دائماً ثقافة شعب على حين أن الغنى ثقافة صفوة. ومن خلال ثقافة الفقر كان التواسي وكانت المصارحة والمكاشفة ، فالكل مطلع على أحوال الجميع ، مما يجعل إمكانية الإصلاح أسهل ، و يجعل الشعور بوحدة المصير أعظم .
• إن الباحث عن مرضاة الله تعالى يحاول ويجرب ويطرق كل الأبواب ، وله على كل ذلك أجر بقطع النظر عما قد يصيبه من نجاح أو ما يلاقيه من إخفاق .
• نحن نعيش في عصر جديد ، فإن الخطوة التالية تتمثل في إعادة برمجة وهندسة أحلامنا ورغباتنا وطموحاتنا بما تسمح به الظروف الجديدة ،وإلا فإن تحقيق ما نصبو إليه يصبح بعيد المنال ، ويصبح العمل من أجله نوعا ً من هدر الوقت والجهد.
• تقوم العولمة بعملية خلع وتفكيك واسعة النطاق ، إنها تخلع الفرد من أسرته ، والأسرة من مجتمعها ،والمجتمع من أمته ، وخلال هذا الخلع يحدث نوع من التهميش لكثير من القوى الجامعة والضابطة والمسيطرة ، وذلك من أجل تكوين كتل ضخمة تكون لها السيطرة والنفوذ على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
• ليس للعولمة قيادة مركزية .
• من غير الممكن في مؤسسة يسودها الظلم وهضم الحقوق جعل العاملين يعملون بحماسة وأريحية .
• من غير الممكن تكوين ضمير أخلاقي رادع في مجتمع يسوده الخروج على النظم المرعية على نحو سافر وواسع ، القانون يولد ثقافة ، والثقافة حين تتشكل تحمى القانون إلى حد عدم الحاجة إليه في الضبط الإجتماعي ، أي تتحول الثقافة إلى قوة ضابطة تحل محل القانون
• لا تستطيع أن تكون معتزاً بنفسك أو نسبك أو انتمائك إلى شئ بعينه دون أن تعرض نفسك لسوء الفهم والنظر إليك على أنك متعجرف ومتكبر كما لا يستطيع الحليم أن يمنع الناس من تفسير حلمه على أنه جبن وخور
• لا تستطيع الوصول إلى حلول كاملة في وسط غير كامل ، وإذا عرفنا أن المعروض من المعرفة ومن المال والأدوات والمتوافر من الظروف هو دائما دون ما هو مطلوب عرفنا أن حلولنا ستكون دائما ناقصة وسيكون النصر النهائي شيئا بعيد المنال .
• كلما زادت الرقابة الإجتماعية على الأفراد ضعف لديهم الوازع الداخلي ، وذلك لأن الشعور بالمسؤولية يتطلب قدراً من التفويض وقدراً من الحرية ، وهذا يعني أن التدقيق الشديد في حياة الأفراد يدفع بهم دفعاً إلى أن يكون لهم سلوكان ، خيرهما الذي يظهر للناس .
• من العسير جداً أن نستطيع توليد مشاعر جميلة في مكان تجتاحه الفوضى أو القذارة أو مكان ضيق ، لا يستوعب الشاغلين له .
• من الصعب اليوم أن يتعشق شعب المعرفة ويبذل من أجلها أو ينتج معارف متقدمة وأكثرية تعمل في مهن بدائية وحرف يدوية .
• حين ينحدر مجتمع إلى مستنقع الجهل والفوضى وفساد الذمم فإن بنية الشعور بالمسؤولية تتعرض إلى ما يشبه السمخ ، وحينما يرتقي مجتمع في سلم الحضارة تتسع دائرة إحساس الناس في بالمسؤولية ويكون ذلك عاملا مساعدا على المزيد من الارتقاء
• إذا قمنا بتغيير ما نملك تغييره من أخلاق وصفات ومفاهيم وسلوكات ، فإن الله ـ تعالى ـ يغير لنا في البيئة ما لا نملك تغييره فضلاً منه وكرماً ، وهذا ما نجده في دعوة نوح ـ عليه السلام ـ لقومه " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، ويرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم أنهرا"
• إن التقدم العقلي والروحي فإنه ليس مسوراً بأسوار تحد من انطلاقه أو إيقاع حركته .
• المشكلة التي يعاني بها الواحد منا على صعيد الشخصي إن معرفتنا بأنفسنا غير كاملة ، كما أن سيطرتنا على أهوائنا ورغائبنا تظل غير مطلقة ، إن الأعتراف بوجود مشكلة ما في حياتنا الخاصة هو الذي سيولد الشعور بالحاجة إلى التغيير معنى ومغزى واضحاً ، إن غياب المعرفة كثيراً ما يعني غياب المشكلة نفسها ، حيث لا مشكلات من غير معارف تساعدنا على كشفها .
• يحكم شؤوننا العامة والخاصة نوعان من النُظم : نظم ثقافية على العقائد والأفكار والقيم والرمزيات والعادات والتقاليد ، ونظم حضارية ، تنبثق من مبادئ وحاجات الإنتاج والاستهلاك والتبادل المادي ، وما يدور في فلك ذلك ويقتضيه .
• صار ما كان يعد من قبيل المحرمات والممنوعات الثقافية يتضاءل على نحو مستمر ومتصاعد ، مما قد يعني في نهاية المطاف ضياع المرشدات العليا لحركة الحياة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق