الجمعة، 17 يونيو 2011

التوسع

من كتاب مقتطفات من تاريخ العالم
جمال الكاشف

قد أثبت أحداث التاريخ على مر العصور أن " التوصع " بشتى صوره الجغرافيه والعسكرية والاقتصادية ، واحد من أهم بذور فناء الأنظمة ، " التوصع " كان من أهم عوامل ضعف دول المغول والفايكنج ، ومن قبلها الرومان والإغريق ومن بعدها الاستعمار الاوروبي والاسباني ، والألماني والهولندي ، والبريطاني ، الذي مرت حقبة من الزمان لا تغرب عن أعلامه الشمس ، والتوسع أيضا من أهم عوامل التقلص البادي في النفوذ الأمريكي وانحساره التدريجي عن أراض كثيرة في مختلف القارات في عالمنا المعاصر ، رغم أنها أصبحت القوة العظمى ، فها هي ذي روسيا لم تشذ عن ناموس التاريخ بعد أن صارت على نهج التوسع على الرغم أن انتشارها كان وئيدا ومهما مرت 13 سنة بين خطوتها في إفغانستان ، فقد كان في ذلك التوسع نهايتها !
قوة الهدم الذاتي كامنة في التوسع ، ترجع إلى انه ورم جغرافي وعسكري أو اقتصادي لخلية سياسية ضمن جسم كائن الإنسانية العالمي ، على حساب خلايا سياسية آخرى لا ترضخ طويلاً وإنما تعاود استجماع قواها ، وتقاوم منفردة أو مستعينة بخلايا إقليمية أو عقائدية ، وتتحين فرص ضعف المعتدين ، وهذه الفرص تزداد بازدياد توسعه وتورمه ، فالورم ظاهرة مرضية غير طبيعية ، إذا استمر قضى على الكائن الحي ، وكذلك الدول ، ومن خصائص الأورام أنها تتجه دائما نحو مصادر الضربات كرد فعل لقوة الضربة ، وبقدر قوة الجسم واتزان مركباته بقدر ما يقهر الالتهاب ويمتص الأورام ويعود إلى حالته الطبيعية ، أما أن يتفشى الورم ويتوسع فذلك بداية النهاية للكائن الحي ، وكذلك هو بذرة فناء النظام أو الدولة المتوسعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق