الخميس، 31 مارس 2011

فتى تهرب الأموال من جود كفه ..... كما يهرب الشيطان من ليلة القدر
فقوسك قوس الجود ، والوتر الندى ..... وسهمك فيه الموت ، فاقتل به فقري
الدم والثأر لا ينام
قال الرشودي إذا قتلتني فانا فلاح لا اعز والا اذل

الأربعاء، 30 مارس 2011

لا تيأس

لا تيأس

من كتاب ( لا تيأس ) للدكتور الشيخ عائض القرني

مقدمة :
فهذا الكتاب ( لا تيأس ) وهو دعوة صادقة وواضحة وصيحة قوية ومدوية يقول لكل محبط متردد وكسول : لا تيأس .

بادئ ذي بدء
• إن العقل كالحقل ، وكل فكرة نفكر فيها مدة طويلة هي بمثابة عملية ري , ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو ايجابية .
• إن مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه .
• إن النجاح ليس كل شي ، إنما الرغبة في النجاح هي كل شي
• إن الطموحات لا تحقق دون معاناة .
• إن الفشل لا يعد أسوأ شي في العالم ، إنما الفشل هو ألا نجرب .
• إن هناك طريقتين ليكون لديك أعلى مبنى : إما أن تدمر كل المباني من حولك ، أو أن تبني أعلى من غيرك .. اختر دائما أن تبني أعلى من غيرك .
• الوقت والصبر من أكثر الاسلحة الفاعلة التي يملكها الإنسان .
• يجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانا ناحجا ، إنما يحاول إن يكون إنسانا له قيمة ، و بعدها يأتي النجاح تلقائيا .
• إن لم تفشل ، فلن تعمل بجد
• ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
• عندما يمشي الكسل في الطريق فلا بد أن يحلق به الفقر .
• لعله من عجائب الحياة ، أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليه
• شكراً للأشواك علمتني كثيراً
• سقوط الإنسان ليس فشلاً ، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط .
• لا تدع اليأس يستولي عليك ، انظر إلى حيث تشرق الشمس كل فجر جديد ، لتتعلم الدرس الذي أراد الله للناس أن يتعلموه ، إن الغروب لا يحول دون شروق مرة أخرى في صبح جديد .
• لا يدرك السيادة من لزم الوسادة

حقيقة اليأس

اليأس نوعان :
• يأسُ من رحمة الله ، وهو محرم ومنهي عنه في ديننا .
• ويأس من أمر ما في دُنيانا التي نعيش فيها .

أسباب اليأس

• استعجال الإنسان للأمور : ( وكان الإنسن عجولا )
• وزن الأمور بموازين الأرض لا بميزان السماء .
• قد يواجه المرءُ مواقف فردية سلبية من بعض الناس فيتخذ منها موقفا سلبيا ، ثم يعمم ذلك على كل ما يواجهه في حياته .

علاج اليأس :
• تعميق الإيمان بالقضاء والقدر .
• تنمية الثقة بالنفس .
• اليقين بالقدرة على التغيير إلى الأفضل .
• اليقين بأن الاستسلام لحالة اليأس لن يجني صاحبها من ورائها إلا مزيداً من الفشل والتعب والمرض ، وأن البديل هو السعي والجد وتلمح الأمل .

اليأس قيد :

اليأس قيد ثقيل وشر مستطيل ، يمنع صاحبه من حرية الحركة ، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والإجتهاد لتغيير واقعه بسبب سيطرة اليأس على نفسه ، وتشاؤمه من كل ما هو قادم ، قد ساء ظنه بربه , وضعف توكله عليه , وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده ، إنه عنصر نفسي سيئ ، لأنه يقعد بالهمم عن العمل ، ويشتت القلب بالقلق والألم ، ويقتل فيه روح الامل .

• فليس هناك نجاح يرتفع به الإنسان في الدنيا والآخرة إلا إذا سبقه صبر على ألم عصر المحن وطحن الشدائد والإخفاقات ، وأما من يريدون السلامة ، فإنهم أبداً يعيشون في الأسفل مع ذاك الماء .
• فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء , فإنك مبتلى بالبلاء ، متعبد بالصبر والدعاء ن ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء .
• سئل مندون مبيعات ناجح في علمه ، يصل دخله أكثر من 600,000 دولا رسنوياً من موظف جديد عنده : (( متى تفقد الأمل في عميل من الممكن أن يشتري منك بوليصة للتأمين ؟ وكان رد المندوب المخصرم : هذا يعتمد على من منا سيموت قبل الآخر .
• ولقد قرن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) القنوط بفواحش الأعمال وبالشرك , فعن فُضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ثلاثة لا تسأل عنهم :رجل نازع الله عزوجل رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة ، ورجل شك في أمر الله ، والقنوط من رحمة الله .
• فاقطع علاقتك بالماضي ولا تناظر خلفك أبداً واجعل دوافعك دوماً داخلية تنبع من ذاتك وإيمانك بها ، ولا تكن دوافعك خارجية فتنقطع فجأة ليشدك الماضي إليه بقوة فتقف في مكانك حائرا والكون من حولك يسير!

المؤمن :

حين تضعف الإرادة ، وتلين العزيمة ، فإن النفس تنهار عند مواجهة أحداث الحياة ومشكلاتها التي لا تكاد تنتهي ، وحين يفشل مثل هذا الإنسان في موقف أو مجموعة مواقف , فإنه يصب باليأس الذي يكون بمنزلة قيد ثقيل بمنع صاحبه من حرية الحركة ، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد لتغيير واقعه بسبب السيطرة اليأس على نفسه ، وتشاؤمه من كل ما هو قادم ، قد ساء ظنه بربه ، وضعف توكله عليه ، وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده .

• إن اليأس لا يقدم حلولاً ، ولا يصنع شيئاً سوى مزيد من الآلآم والمصاعب ، والالتفات الُمبالغ فيه إلى الخلف والرجوع المستمر إلى الوراء يسهم في تضخيم الصورة السلبية عن نفسك وظروفك وأحوالك ، وإن كثيراً من الأمراض النفسية من قلق واكتئاب ونحوها في مراحلها الأولى ناتجة عن رسم الصورة السلبية عن الذات ، ومن ثم تضخميها وكثرة الالتفات إلى الماضي وما حواه من أحوال ربما كانت بالفعل سليبة بدرجة ما .
• توقف عن المقارنات ، وحاول أن تجد في نفسك من الخصال الطيبة والخلال الحميدة والقدرات والهبات التي منحك إياه المولى ، لا لكي تفخر بها ، بل لكي تكون باعثا على المضي ، فإن كثيراً من الناس حين يرى في نفسه أموراً جيده فإنها تقوي همته وتمضي عزمه وتجعله يتقدم إلى أهدافه بجد وأجتهاد .

الثلاثاء، 29 مارس 2011

النساء

فإن تسألوني في النساء فإنني ..... بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ..... فليس له من ودهن نصيب
يردن ثراء المال حيث علِمنه ..... وشرخُ الشباب عندهن عجيب

علقمة الفحل

حينَ أَقبَلتِ وَالهَوى فيكِ يَحبو

مقتضفات مختارة من أبيات للشاعر ألياس أبو شبكة

وَأَهوى الَّذي تَهوينَ حَتّى كَأَنَّني بِقَلبِكِ أَستَهدي وَعَينَيكِ أَنظُرُ
أُحِبُّك ما أَشهى صَداها بِمَسمَعي سَماعٌ لِأَحلامي العِذابِ مصَوَّرُ
تَقرِّبُني نَفسي فَتُبعِدُني غَلوا وَيَدفَعُني حُبّي فَتَردَعني التَقوى
أَغالِبُ قَلبي في هَواك فَلا يَني وَأُوشكُ أَن أَقسو عَلَيهِ فَلا أَقوى
وَقَد كُنتُ أَهوى فيكِ حُسناً أَنا لَهُ فَأَصبَحتُ أَهوى فيكِ فَوقَ الَّذي أَهوى
أَراكِ عَلى جَفني أُحسُّكِ في دَمي وَأَنشَقُ في روحي شَذا روحِكِ الحُلوا
آهِ عَيناكِ كَيفَ أُنكِرُ عَينَي كِ وَقَلبي عَلَيهِما وَفُتوني
كَما يَجيءُ الهَوى عَنيفاً يَمضي عَنيف
حَلَفتُ بِاِسمِ الهَوى وَبِاِسمِك فَبِاِسمِ مَن كُنتِ تَحلِفين
وَحَقِّ قَلبي وَحَقِّ سَهمِك أَخشى عَلى الخُبثِ أَن يَبين
حُبُّها كانَ مطهراً لِعَذابي قُمتُ مِنهُ إِلى نَعيمٍ قائِم
فَعَلى مُقلَتَيكِ سِحرٌ غَريبٌ فيهِ مِن بَهجَةِ السَماءِ مَباسِم
سَوفَ تُمحى رُؤىً وَتَنهارُ أَحلا مٌ وَتَبلى مُنىً وَحُبّيَ دائِم

أَذكُره وَكَيفَ لا أَذكُرُ

شعر : ألياس بو شبكة

حينَ أَقبَلتِ وَالهَوى فيكِ يَحبو كانَ حُبّي يَفنى وَناريَ تَخبو
قُلتِ لي بي أَسى فَهَل مِنكَ نُصحٌ وَبِنَفسي داءٌ فَهَل مِنكَ طِبُّ
جِئتِ تَستَوصِفينَني في شُؤونٍ ما بِها لي يَدٌ وَلا لَكِ ذَنبُ
قُلتِ إِن كانَ لِلشَّرائِعِ رَبٌّ مُستَبِدُّ أَلَيسَ لِلقَلبِ رَبُّ
قُلتُ هذا بَيني وَبَينَكِ حَقٌّ إِنَّما لِلوَرى فُروضٌ وَكُتبُ
أَلقَوانينُ سَنَّها العَقلُ في النّا سِ فَبَينَ الضَميرِ وَالعَقلِ حَربُ
إِن بَينَ السَماءِ وَالأَرضِ حرباً قُلتِ حَتّى يَصيرَ لِلنّاسِ قَلبُ
وَمَضَت أَشهُرٌ وَتِلكَ الأَحادي ثُ يَدُبُّ الهَوى بِها وَيَرُبُّ
قُلتِ لي مَرَّةً أَتَفهَمُ قَلبي قُلتُ يا سِتِّ قلتِ لَيلى أَحَبُّ
قُلتُ يا لَيلَ كَم خَبِرتُ قُلوباً فَبِنَفسي مِن ذلِكَ الخُبرِ حَسبُ
غَيرَ أَنّي أَرى بِعَينَيكِ ما لَم تَرَهُ مُقلَةٌ وَيَلمِسهُ لبُّ
أَتَكونينَ ذلكَ المَلَكَ البا قي وَلَو جاءَ مِن جَهَنَّمَ خَطبُ
أَتَكونينَ فيهِ ما لَم تَكُن أُن ثى وَما لَم يَكُن مِن الناسِ حُبُّ
فَتَأَمَّلتِ بي وَقُلتِ وَماضي كَ أَلَم تَبقَ مِنهُ نارٌ تُشَبُّ
فَأَفاعي الفِردَوسِ ما زِلنَ حَيّا تٍ وَما زالَ سُمُّهُنَ يَدُبُّ
قُلتُ يا لَيلَ قُلتِ بَعدَ الأَفاعي جاءَ شِعرٌ مُرَطَّبُ الحُبِّ عَذبُ
صاحِ في عَينَيكَ صَدّاحُ الأَماني وَعَلى ثَغرِكَ حُبّي وَحَناني
ما عَلى الدُنيا إِذا عَنَّت بِنا لَيسَ في الدُنيا سِوانا شاعِرانِ
فَاِعصُري قَلبَكِ في خَمرِ دَمي وَاِجعَلي الأَيّامَ في الكَأسِ ثَواني
وَاِرشِفي مِرشَفي وَاِهتُفي نَحنُ في
أُذُنِ الزَمانِ

أُغنِيَّتانِ

جَمعَ الحُبُّ بِنا كُلَّ الأَغاني

كانَ في قَلبي مِنَ الحُبِّ بَقايا توقظ الماضِيَ وَالماضي خَطايا
حينَ أَشرَفتِ عَلى قَلبي اِمَّحَت غَسَلَت روحُكِ بُؤسي وَشَقايا
وَنَما حُبٌّ جَديدٌ في دَمي ما نَما أُختَ روحي في سوايا
ما اِرتَوى بي جَوى وَالهَوى ما رَوى
إِلّا هوايا

فَإِذا غَنَّيتُ شَعَّت في غِنايا

جُنَّتِ الدُنيا كَما نَهوى فَجُنّي إِنَّما الدُنيا هَوىً مِنكِ وَمِنّي
أَنزَلَت عَيناكِ في صَحرائِها مِن سَماءِ الحُبِّ سَلوايَ وَمَنّي
هيَ كَنّارَةُ فَتحِ في يَدي طارَ عَن أَوتارِها الشَكُّ فَغَنّي
فَالغِنا خَمرُنا وَالمُنى مِلؤُنا
سَوفَ نَغدو في الوَرى أُسطورَةً يَنقُلُ الناسُ الهَوى عَنكِ وَعَنّي
إِنَّ أُنثى غَنَّيتَها مِثلَ هذا ال شِعرِ نِسيانُها ولَو شِئتَ صَعبُ
مَن تُراها تَكون أَيَّة أَرضٍ كانَ فيها زَرعٌ كَهذا وَخِصبُ
رَأَيتُكِ في قَلبي فَحُلمي مُنَوَّرُ وَصُبحيَ مِشراقٌ وَلَيليَ مُقمِرُ
تَرَكتُ أَباطيلَ التَقاليدِ لِلوَرى فَإِن كُنتُ في إِثمٍ فَعَيناكِ مَطهَرُ
أُحُبُّكِ لا أَدري لِماذا أُحِبُّها كَفانيَ إيماني بِأَنِّيَ أَشعُرُ
وَأَهوى الَّذي تَهوينَ حَتّى كَأَنَّني بِقَلبِكِ أَستَهدي وَعَينَيكِ أَنظُرُ
أُحِبُّكِ في قَلبي كَما ثارَ جائِعٌ وَهَجَّرَ مُشتاقٌ وَصَلّى مُفَكِّرُ
وَحَقِّ هَوى غَلوا أُحَسُّكِ في دَمي وَأُقسِمُ ما في غَلَ حُبٌّ مدمَّرُ
جَرَت في دَمي وَحياً وَتَجرينَ في دَمي وَلكِنَّ لَونَ الحُبِّ قَد يَتَغَيَّرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا سَحابٌ مُغَرِّرٌ سَرابٌ وَقَبضُ الريحِ حُلمٌ مُكَسَّرُ
جَعَلنا خَيالَ الحُبِّ فيها حَقيقَةً فَنَحنُ عَلى وَهمِ المُحِبّينَ جَوهَرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا تَغيمُ بِناظِري غِشاءٌ عَلى عَينِ الشَبابِ مُحَيَّرُ
أَرى الناسَ مِن حَولي شُخوصاً غَريبَةً وَكُلُّ غَريبٍ حينَ تَأتينَ يَحضُرُ
أُحِبُّكِ وَالدُنيا طَنين بِمَسمَعي كَأَنّي بِالدُنيا حَديثٌ مَغَوَّرُ
تَهَوِّلُ لي فيها طُيوفٌ كَبيرٌ وَكُلُّ كَبيرٍ حينَ أَلقاكَ يَصغُرُ
أُحِبُّك ما أَشهى صَداها بِمَسمَعي سَماعٌ لِأَحلامي العِذابِ مصَوَّرُ
تَغَلغَلَ في مَهدي لِأُمّيَ مِن أَبي وَباقٍ عَلى قَلبي إِلى حينَ أُقبَرُ
مَن تُراها تَكونُ طوبى لِحُبٍّ كانَ فيهِ لِمِثلِ شِعرِك سَكبُ
أَيُّ حُسنٍ أَوحاهُ أَيةُ أُنثى بي عَذابٌ مِنها كِشِعرِكَ رَحبُ
تَقرِّبُني نَفسي فَتُبعِدُني غَلوا وَيَدفَعُني حُبّي فَتَردَعني التَقوى
أَغالِبُ قَلبي في هَواك فَلا يَني وَأُوشكُ أَن أَقسو عَلَيهِ فَلا أَقوى
وَأَشعُرُ في نَفسي بِضَعفٍ أُحِبُّهُ فَأُلوي بِهِ عَمّا يُقالُ وَما يُروى
كَأَنِّيَ أَخشى أَن أُطاوِعَ لائِمي فَأَسمَعُ تَبكيتاً وَلا أَفهَمُ الفَحوى
أُحِبُّكِ لا أَرجو نَعيماً يُصيبُني وَأَبذُلُ مِن قَلبي وَلا أَبتَغي جَدوى
وَقَد كُنتُ أَهوى فيكِ حُسناً أَنا لَهُ فَأَصبَحتُ أَهوى فيكِ فَوقَ الَّذي أَهوى
أَراكِ عَلى جَفني أُحسُّكِ في دَمي وَأَنشَقُ في روحي شَذا روحِكِ الحُلوا
مَزَجتُكِ بي كَالخَمرِ تُمزَجُ بِالنَدى فَمِنكِ بِجِسمي كُلُّ جارِحَةٍ نَشوى
غَير أَنّي أَرى بِسائِرِ ما قُل تَ هَوىً فيهِ لِلشَّقاءِ مَهبُّ
أَلغَرامُ الَّذي أَطالَ شُجوني حار قَلبي بِهِ وَحارَت عُيوني
لا أُطيقُ الغَرامَ في أَلفِ وَجهٍ فَاِذهَبي ما عَرَفتُهُ يَكفيني
وَاِطرُحيني مِن مُقلَتَيكِ وَخَلّيني تَعالَي في مُقلَتَيكِ ضَعيني
أَنا في مُقلَتَيكِ أَسعَدُ أَشقى فيهِما فَاِذهَبي وَلا تَشقيني
أَنا أَهوى الشَقاءَ لا لَست أَهوا هُ تَعالَي إِلَيَّ لا بَل دَعيني
مَن تَكونينَ أَنتِ أَجهَلُ بَل أَع رِفُ فَاِمضي عَنّي وَمَن شِئتِ كوني
أَنتِ حُبٌّ في مُهجَتي فَتَعالَي أَنتِ هزءٌ في ناظِري فَاِترُكيني
أَنتِ نورٌ في خاطِري وَظَلامٌ في خَيالي وَريبَةٌ في جَبيني
وَسُوَيداءُ في دَمي وَهُمومٌ عَلى فَمي
أَنتِ عرسٌ في مَأتَمي بَسمَةٌ في جَهَنَّمي
وَجَحيمٌ في مَبسِمي

آهِ عَيناكِ كَيفَ أُنكِرُ عَينَي كِ وَقَلبي عَلَيهِما وَفُتوني
حينَ تَغرَورِقانِ بِالحُبِّ يَطفو مِن حَناني عَلَيهِما وَحَنيني
أَنتِ في خاطِري وَروحي نَشيدٌ زائِلٌ فَاِهدُميهِ أَو فَاِهدُميني
وَدَعيني أَعُد إِلى يَقظَةِ الماض ي فَأَحيا في ذِكرَياتِ جُنوني
آهِ مِن مُقلَتَيكِ لَم يَبقَ إِلّا وَهَجٌ في يَراعَتي يُغريني
غَرَقٌ في شَواعِري وَذُهولٌ في ضَميري وَرِعشَةٌ في جُفوني
قُلتُ يا لَيلَ قُلتِ شِعرُكَ فيها حَيَّرَتني فيهِ مَآسٍ تُغِبُّ
أَرجيمٌ أَتى بِوَجهِ مَلاكٍ أَم غَزالٌ في قَلبِهِ حَلَّ ذِئبُ
مَرَّ عَلى قَلبي المُعَنّى مَرَّ عَصوف عَلى أَخيه
أَيَعرِفُ القَلبَ كَيفَ جُنّا وَكَيفَ جُنَّ الغَرامُ فيه
دَعني فَقَد صارَ نَحنُ كُنّا وَحَلَّ ما كُنتُ أَتَّقيه
هَوىً تَسَرّى قَلبي وَحَلّا عَلى خَطيف
جاءَ مَعَ الصَيفِ ثُمَّ وَلّى مَعَ الخَريف
كَما يَجيءُ الهَوى عَنيفاً يَمضي عَنيف
وَليمَةٌ مَدَّها الغَرامُ وَسادَها الزَهوُ وَالمَرَح
ما كادَ يَصفو بِها المُدامُ حَتّى بَدا الشَكُّ في القَدَح
وَمُذ جَلا عَنّيَ الغَمامُ رَأَيتُ في قَعرِهِ شَبَح
سَكَبتُ فيكِ الهَوى أَغاني وَالقَلبَ راح
فَأَيُّ شادٍ عَلى حَناني سَطا وَطاح
وَأَيُّ مِسخٍ أَحالَ شِعري إِلى نُباح
حَلَفتُ بِاِسمِ الهَوى وَبِاِسمِك فَبِاِسمِ مَن كُنتِ تَحلِفين
وَحَقِّ قَلبي وَحَقِّ سَهمِك أَخشى عَلى الخُبثِ أَن يَبين
أَن يَأكُلَ البُؤسُ جِسمِك وَتُبذَلَ النَفسُ وَالجَبين
أَيَحجُبُ الخامِلونَ عَنّي ما تَبدِعين
لَقَّنتُ في مُقلَتَيكِ فَنّي لِلعاشِقين
وَأَنتِ عِشقي فَلِم أَغنّي وَتَصمُتين
قُلتُ يا لَيلَ إِنَّ حُكمَتِ ظالِم فَاِرحَميها فَالحُبُّ كَاللَهِ راحِم
لَم تَجيئني بِدون قَلبٍ بَريءٍ إِنَّما أَلسُنُ الوُشاةِ أَراقِم
قُلتِ في مُقلَتَيكِ مِنها خَيالٌ فَهَواها ما ماتَ بَل هُو نائِم
لَيتَني جِئتُ قَبلَها قُلتُ لَو جِئ تِ لِأَلفَيتِ في تُرابي جَماجِم
كانَ قَلبي يا لَيلَ يدفُنُ ماضي هِ فَلَم تَبتَلي بِتِلكَ المَآتِم
كانَ روحي إِذ أَقبَلَت يَتَنَزّى ال حِقدُ فيهِ وَكانَ حُبِّيَ ناقِم
فَالأَفاعي لَم تُبقِ إِلّا سُموماً في جَناني وَفي ضَمري سَمائِم
كانَ في صَوتِها ذَرورٌ مِن السِح رِ وَهذا الذَرورُ كانَ مراهِم
فَتَلاشى حُلقومُها في لَظى نَف سي يلاشي فَحيحَ تِلكَ الحَلاقِم
حُبُّها كانَ مطهراً لِعَذابي قُمتُ مِنهُ إِلى نَعيمٍ قائِم
فَعَلى مُقلَتَيكِ سِحرٌ غَريبٌ فيهِ مِن بَهجَةِ السَماءِ مَباسِم
وَنَقاءٌ عَلى جَبينِكِ يا لَي لى كَأَنَّ المَلاكَ ما زالَ حائِم
لي إِلى اللَهِ في حَنانِكِ مِرقا ةٌ وَفي صَوتِكِ الشَجِيِّ سَلالِم
أَنا يا لَيلَ أَسعَدَ الناسِ حُبّاً مِلءُ عَيني نورٌ وَقَلبي وَلائِم
سَوفَ تُمحى رُؤىً وَتَنهارُ أَحلا مٌ وَتَبلى مُنىً وَحُبّيَ دائِم

شمشون

إلياس أبو شبكة
البلد:لبنان
تاريخ ميلاده من:1903 تاريخ وفاته 1947 ميلادي



مَلِّقـيـه بحـسـنـكِ الـمـأجـورِوادفعـيـه للانـتـقـام الكـبـيـرِ
إن في الحُسـن يـا «دليلـةُ» أفعًـىكـم سمعنـا فحيحَهـا فـي سريـر
أسكرتْ خدعـةُ الجمـالِ «هِرَقْـلاً»قبـل «شمشـونَ» بالهـوى الشِرّيـر
والبصيرُ البصيـرُ يُخـدَع بالحُـسْــنِ، وينقـاد كالضَّريـر الضـريـر
ملّقـيـه، فاللـيـلُ سـكــرانُ واهٍيتلـوَّى فـي خِــدره المسـحـور
ونسـورُ الكهـوفِ أَوْهَنَهـا الـحُـبْـبُ، فهانـتْ لـديـه كالشُّـحـرور
وعنـا الليـثُ للّـبـوءة كالـظَّـبْــيِ، فمـا فيـه شـهـوةٌ للزئـيـر
شَـبِـقَ اللـيـثُ ليـلـةً فتـنـزّىثائـراً فــي عريـنـه المهـجـور
تقطـرُ الحُمّـةُ المسعّـرة الـشَّـهْــهَـاءُ منـه، كأنـه فـي هجـيـر
يضـربُ الأرضَ بالبراثـن غضبـانَ، فيُصـدي القُنـوطُ فـي الديجـور
ووميـضُ اللظـى يُغلّـف عيـنَـيْــهِ، فعيـنـاه فـوهـتـا تـنّــور
ونـزا مــن عريـنـه تتشـظّـىحِمـمٌ مـن لظـاه فـي الزمهـريـر
واللهاثُ المحـمـومُ مــن رئتـيـهِيُشعل الغـابَ فـي الدُجـى المقـرور
فسرى الذعـرُ فـي الذئـاب، ففـرّتْوترامـى إلـى عـشـاش النـسـور
وإذا لـبـوةٌ، مـخـدّرةُ الـحُــسْــنِ، تـردّتْ مـن كهفهـا المحـدور
تنضـح الـلـذّةُ الشهـيّـة منـهـا:خمـرةٌ مــن جمالـهـا المـأثـور
فتنـثّ العبيـرَ فـي مخـدع اللَّـيْــلِ، فتَشهى حتى عـروقُ الصخـور
فتلاشـى اللهيـبُ فـي سيّـد الـغـابِ، أميـرِ المـغـاور المنـصـور
والعظـيـمُ العظـيـم تُضعـفـهُ أُنْــثـى، فينقـادُ كالحقيـر الحقـيـر
مَلّقـيـه فـفـي أشـعّـة عيـنَـيْــكِ صبـاحُ الهـوى وليـلُ القبـور
وعلـى ثغـركِ الجمـيـلِ ثـمـارٌحجبتْ شهوةَ الـرّدى فـي العصيـر
ملّقيـه، فبـيـن نهـديـكِ غـامـتهوّةُ المـوتِ فـي الفِـراش الوثيـر
هــوّةٌ أطلـعـتْ جهـنّـمُ منـهـاشهـواتٍ تفجّـرتْ فـي الـصـدور
ملّقيـه ففـي ملاغـمـكِ الـحُـمْــرِ مساحيـقُ مـعـدنٍ مصـهـور
يسـرب السـمُّ مـن شُفافتهـا الحَـرْرَى إلى ملمس الـردى فـي الثغـور
خيّم الليـلُ، يـا «دليلـةُ» فـي الغـابِ، وأغفى حتى الشذا فـي الزهـور
فانشقي فورةَ الحـرارةِ مـن جِـسْــمي، وغذّي قُـواكِ مـن إكسيـري
أنـتِ حسنـاءُ مثـلُ حيّـةِ عَــدْنٍكـورود الشـارونِ ذات العـطـور
وكغُفْـر الوعـلِ الوديـع، وإن كُـنْــتِ، تناجين عقربـاً فـي الضميـر
لستِ زوجي ، بل أنتِ أُنثـى عُقـابٍشـرسٍ فـي فــؤاديَ المسـعـور
فاشْتهـي، كـلَّ ليلـةٍ مخلبـي الـدامي علـى خـزّ جسمِـكِ المخمـور
وأتى الصبحُ ضاحكَ الوجـهِ يُرغـيزبـدُ النـورِ فـي ضحـاه الغريـر
أين «شمشونُ» يا صحارى «يهوذا» ؟أيـن حامـي ضعيفـكِ المستجيـر؟
أين قاضيكِ، دافعُ الضيمِ ، طاغي الْــمُستبدّيـن، صـائـنُ الدسـتـور؟
أَعْوَرَتْ شهـوةٌ مـن الحُـبِّ عينـيْــهِ، وكم أعورَ الهـوى مـن بصيـر
إن قـاضـي المستعبَـديـن لَعَـبْـدٌوقضـاةٌ عُـورٌ قـضـاةُ الـعُـور
حفلـتْ قـاعـةُ العِـقـاب بجـمـعٍمـن سُــراة المسـوّديـن غفـيـر
هم رمـوزُ الشقـاقِ والفتـن الحَـمْــراءِ والغـدر والزنـى والـغـرور
أقبلـوا يشهـدون مصـرعَ «شمشـونَ» علـى لـذّة الطِّلـى والـزمـور
أَيُديـنُ الخاطـي جنـاةٌ صعـالـيــكُ، ويقضي الفجورُ ذنبَ الفجـور؟
وسرتْ خمرةُ الوليمـةِ فـي الحَـفْــلِ لتقـديـس سـاعـةِ التكفـيـر
وكـأن النسـيـمَ شُــوِّق للـخَـمْــرَةِ، فانسـلّ مـن شقـوق الخـدور
ولنقـرِ الدفـوف صـوتٌ غـريـبٌيتحـدّى صـوتَ العِقـابِ الأخـيـر
وإذا قيـنـةٌ تَخالَجَـهـا الـسُّــكْــرُ علـى مشهـدٍ مـن الجمـهـور
فتثنّـتْ تُضاجـعُ الـجـوَّ نـشـوىمـن تلـوّي قوامِـهـا المـحـرور
رقصةُ الموتِ، يـا «دليلـةُ»، هـذيأم تُراهـا اختلاجـةً فـي الخمـور؟
وصغـا الجمـعُ للأسيـر يُـنـاديــهِ بشـتّـى مطـاعـنِ التحقـيـر:
«هيه شمشونُ، أيهـا الفاجـرُ الـزِّنْــديقُ، يـا عبـدَ «يهـوهَ» المقهـور
أحكـيـمٌ مــن العـتـاة تُــذرّيشَعـرَه قينـةٌ مــن المـاخـور؟»
فتلوّى «شمشونُ» فـي القيـد، حتـىحـلّ فـيـه روحُ الإلــهِ القـديـر
فنـزا نـزوةَ الوميـضِ مـن الغِـلْـلِ، ودوّى كنافـخٍ فـي صُــور:
«بـدّدي، يـا زوابـعَ النـارِ، أعـداءَ إلهـي، ويــا جهـنّـمُ ثــوري
وتنفّسْ، يا مَوقـدَ الثـأرِ فـي صَـدْرِي، وأَغرقْ نسلَ الرِّيا في سعيـري
وامصصي، يا «دليلةَ» الخبثِ، من قَلْــبي ، فكم مرّةٍ مصصـتِ قشـوري
وارقصـي، إنمـا البراكيـنُ تغـلـيتحـت رجليـكِ كالجحيـم النـذيـر
وتغـنّـي بمصـرعـي، فكـثـيـراًما سمعـتُ الفحيـحَ فـي المزمـور
أصبـح الليـثُ فـي يديـكِ أسيـراًفاطرحـيـه سُخـريّـةً للحـمـيـر
واجعلي الغـلَّ رمـزَ كـلِّ صريـحٍواليواقيـتَ رمـزَ كــلِّ غَــدور
إن أكـن سُقـتُ فـي غرامـكِ شَـرّاًفالبـرايـا مـطـيّـةٌ لـلـشـرور
غير أني أجنـي مـن الجِيَـف الجَـرْداءِ - مهمـا قـذرتِ - شهـدَ قفيـر
هيكـلَ الإثـم، لـم أُبِـحْ لـكَ ذُلّـيشبـحَ الـرقِّ، لـم أُسلِّمـكَ نِـيـري
فاسْقطـي يـا دعائـمَ الكـذبِ الجـانـي، وكُونـي أسطـورةً للـدهـور
محـق اللهُ فــيَّ شــرَّ ظـلامـيفلتُضِئْ فـي الحيـاة حكمـةُ نـوري
إن تكـن جـزّتِ الخيانـةُ شَـعـريفي ضلالي، فقُوّتـي فـي شُعـوري
هناك دوماً يوم الغد
والحياة تمنحنا الفرصة
لنفعل الأفضل

غابرييل غارسيا ماركيز
يا للعجب !
أزرع قلبي على الورق
فينب في قلوب الناس

مخائيل نعيمة

الأربعاء، 23 مارس 2011

الرسم بالكلمات

لا تطلبي مني حساب حياتي

ان الحديث يطول يا مولاتي !

كل العصور انا ... فكأنما

عمري ملايين من السنوات ...

تعبت من السفر الطويل حقائبي

و تعبت من خيلي و من غزواتي
لم يبق نهدٌ ..أسودٌ أو أبيضٌ
إلا وزرعت بأرضه رياتي
لم تبق زاوية بجسم جميلة

الا و مرت فوقها عرباتي ...

فصلت من جلد النساء عباءة
وبنيت أهراما من الحلمات
وكتبتُ شعراً.. لا يشابهُ سحرهُ
إلا كلام الله في التوارة

إلى مراهقة

إلى مراهقة

((رجُلٌ أنتَ؟)).. قُلتِها في تحدٍّ
ضاعَ منّي فمي.. فماذا أُجيبُ؟
لا تكوني حمقاءَ.. مازال للنسرِ
جناحٌ .. على الذُرى مسحوبُ
لم أتُب عنكِ ، ياغبيَّة ، عجزاً
ومتى كانت النسورُ تتوبُ؟
تتحدَّينني وبي كبرياءٌ
لم تسعها.. ولم تسعني الدروب
لا تمسَّي رُجُولتي.. لو انا شئتُ
طعاماً.. لكنتُ منهُ أصيبُ
كنتُ أستطيعُ أن أحيلكِ جمراً
فأذيبُ الرخامَ .. ثمَّ أذوبُ ..
*
منطقُ الأربعينَ .. يُلجمُ أعصابي
فغفواً.. إن لم تُثرني الطيوبُ
ما أنا فاعلٌ بخمسة عشرٍ
شهِدَ اللهُ .. أنَّهُ تعذيبُ
شفتاكِ الصغرتانِ أمامي
وضميري عليهما مصلوبُ
وثب الأرنبانِ نحوي.. فمالي
كجدار الجليد لا أستجيبُ
كُلَّما فكَّّرت يدايَ بقطفٍ
ردَّني الطُهرُ عنهُما.. والحليبُ
إذهبي .. فالصداعُ يحفر رأسي
والرؤى ، والدخانُ ، والمشروبُ
لا تصُبّي الكحولَ فوق جراحي
فالصراعُ الذي أعاني رهيبُ
لكِ عُمرُ ابنتي .. ولينُ صباها
وتقاطيعُها.. فكيفَ الهُرُوب؟
اليدان الشمعيَّتان .. يداها
والفمُ الطفلُ .. سُكَّرٌ وزبيبُ
كُلَّما طُفتِ في مكان جلوسي
طافَ بي وجهُها الصغيرُ الحبيبُ
أينَ أنجوُ من عُقدتي .. كيف أنجُو
مِن ورائي .. ومِن أمامي اللهيبُ
*
إذهبي .. إذهبي .. كسرتِ سلاحي
ضاعَ منَّي فمي .. فماذا أجيبُ؟

إلى قديسة

إلى قديسة



ماذا إذن تتوقعين؟

يا بضعة امرأةٍ.. أجيبي.. ما الذي تتوقعين؟

أأظل أصطاد الذباب هنا؟ وأنت تدخنين

أجتر كالحشاش أحلامي..

وأنت تدخنين..

وأنا أمام سريرك الزاهي كقط مستكين..

ماتت مخالبه، وعزته، وهدته السنين

*

أنا لن أكون – تأكدي- القط الذي تتصورين..

قطاً من الخشب المجوف.. لا يحركه الحنين

يغفو على الكرسي إذ تتجردين

ويرد عينيه.. إذا انحسرت قباب الياسمين..

*

تلك النهاية ليس تدهشني..

فمالك تدهشين؟

هذا أنا.. هذا الذي عندي..

فماذا تأمرين؟

أعصابي احترقت.. وأنت على سريرك تقرأين..

أأصوم عن شفتيك؟

فوق رجولتي ما تطلبين..

ما حكمتي؟

ما طيبتي؟

هذا طعام الميتين..

متصوفٌ! من قال؟ إني آخر المتصوفين

أنا لست يا قديستي الرب الذي تتصورين

رجلٌ أنا كالآخرين

بطهارتي..

بنذالتي..

رجلٌ أنا كالآخرين

فيه مزايا الأنبياء، وفيه كفر الكافرين

ووداعة الأطفال فيه..

وقسوة المتوحشين..

رجلٌ أنا كالآخرين..

رجلٌ يحب –إذا أحب- بكل عنف الأربعين

لو كنت يوماً تفهمين

ما الأربعون.. وما الذي يعنيه حب الأربعين

يا بضعة امرأةٍ.. لو أنك تفهمين..

قطتي الغضبى

قطــــــتي الغضبى

للمرة العشرين ..... كررتها
"هل في حياتي رجل اخر ؟؟"
نعم ..نعم .. فهل تصورتني
مقبرة ليس لها زائر

مااكثر الرجال ..ياسيدي
لاروضة إلا لها طائر

تجربة كانت .. وها أنني
نجوت من سحرك ياساحر
شفيت من ضعفي ومن طيبتي
فطيبة النفس لها اخر
تحبني !! ليتك ماقلتها
هذا حديث غابر..غابر
منذ متى ؟ اصبحت تهتم بي
منذ متى هذا الهواى الغامر ؟
هل كنت إلا مقعدا مهملا
يضمه اثاثك الفاخر؟
مزرعة نهبت خيراتها
لاذمة تنهي ولا زاجر
ترنو الى مفاتني مثلما
يرنو الى امواله التاجر
يا أيها الباكي على ملكه
لقد تداعى ملكك الزاهر
حسابي القديم .. صفيته
بلحظة . فمن بنا الخاسر ؟
كانت لك الجنات مفتوحة
ثمارها .. وعشبها الناضر
واليوم .. لا نار ولا جنة
هذا جزاء الكفر ياكافر
لو كنت انسانا معي مرة
ماكان هذا الرجل الاخر

أخبروني

أخبرُوني بأنَّ حسناءَ غيري
يا صديقتي ، لديك حلَّت محلَّي
أخبرُوني بالأمس .. عنكَ وعنها
فلماذا يا سيَّدي لم تقُل لي ؟
ألفَ شُكرٍ .. يا ذابحاً كبريائي
أوهذا جوابُ حُبَّي وبذلي ؟
أنا أعطيتُك الذي ليس يُعطى
من حياتي ، وأنت حاولت قتلي
يارخيصَ الأشواق .. خمسُ سنينٍ
كنتُ أبني علىدخانٍ ورملِ
كانَ عطري لديكَ أجمل عطرٍ
كان شعري عليكَ شلاَّل ظلَّ
كان ثوبي البنفسجيَّ ربيعاً
كم على زهره جلستَ تُصلََّي
وأنا اليوم لستُ عندكَ شيئاً
أينَ عينايَ . أين طيبي وكُحلي؟
لا تُلامس يدي بغير شُعورٍ
عندك الان من تحلُّ محلَّي
سأصلّي .. لكي تكونَ سعيداً
في هواها ، فهل تُصلَّي لأجلي؟
أنت طفلي الصغيرُ.. أنتَ حبيبي
كيف أقسو على حبيبي وطفلي؟
هي في غُرفة انتظاركَ .. فاذهب
بينَ أخضانِها ستعرفُ فضلي
يا صديقي . شُكراً . أنا أتمنَّى
لو وجدتَ التي تُحبُّك مثلي..

يد

يد
يدك التي حطت على كتفي كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تســاوي ألف مملكة يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت مــاذا أقــول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟




خطاب من حبيبتي

شكرا

على خطابك الأخير

.. سفيرك الموعود

يا لرقة السفير

.. قرأته

لأربعين مرة .. قرأته

.. أعدته

لأربعين مرة .. أعدته

غرقت في طيوبه

بكيت من أسلوبه

بكيت كالأطفال في سريري

نبشته ، عصرته

.. عصرت كل نقطة

.. فيه ، إلى الجذور


.. هذا خطاب منك

ما أخطاني شعوري

.. عرفته

من خطك المنمنم الصغير

.. من حبرك الأخضر

من أسلوبك الأمير

من رشة النقاط في أواخر السطور

من اسمك النائم عنقودا من العبير

.. في آخر الصفحة .. عنقودا من العبير


.. عندي خطاب منك

يا للنبأ المثير

داخت به وسائدي

داخت به ستوري

.. أود لو قرأته

.. للنهر ، للنجمة ، للغدير

للريح ، للغابات ، للطيور

أود لو تقشته في أضلع الصخور

ثلاث صفحات منمقات

.. كأنها مدارج الزهور

.. تصحو معي

.. تغفو معي

.. تنام في ضميري

ثلاث صفحات معطرات

.. كأنها وسائد الحرير

.. ما أروع النوم على الحرير


عندي خطاب أزرق

ما مر في ذاكرة البحور

.. عندي أنا لؤلؤة

أين غرور الله من غروري ؟

الكبريت و الأصابع

أخذ الكبريت .. وأشعل لي

.. ومضى كالصيف المرتحل

وجمدتُ بأرضي ، وابتدأت

.. تأكلني النار على مهل

من هذا الفارس ؟ طار له

في صدري زوجٌ من خجل

لم أعرف منه سوى يده

قالت عيناه و لم يقل

رجلٌ يمنحني شُعلته

ما أطيب رائحة الرجل

يده تتحدث دون فمٍ

كحوار الشمع المشتعل

وعروقٌ زرقٌ نافرةٌ

ضيعها الليل فلم تصل

راقبت نحول أصابعه

و درست تعابير يديه

و أحطت بأشواقي ظفراً

آثار التدخين عليه

و عبدت بقية إرهاقٍ

تحتل جوانب عينيه

و التعب الأزرق تحتهما

وهطول الثلج بصدغيه

ووقفت أمام رجولته

كصغيرٍ ضيع أبويه

كالأرنب .. ما .. ماأصغرني

يا ربي بين ذراعيه

أتعلق فيه .. وأتبعه

وأغوص بريش جناحيه

أأحب يداً .. لا أعرفها

.. ماذا يربطني بيديه ؟

قصة خلافاتنا

قصة خلافاتنا
برغم .. برغم خلافاتنا

.. برغم جميع قراراتنا

.. بأن لانعود

.. برغم العداء .. برغم الجفاء

.. برغم البرود

.. برغم انطفاء ابتساماتنا

.. برغم انقطاع خطاباتنا

.. فثمة سر خفي

.. يوحد مابين أقدارنا

.. ويدني مواطئ أقدامنا

.. ويفنيك في

.. ويصهر نار يديك بنار يدي

.. برغم جميع خلافاتنا

.. برغم اختلاف مناخاتنا

.. برغم سقوط المطر

.. برغم استعادة كل الهدايا .. وكل الصور

.. برغم الإناء الجميل

.. الذي قلت عنه.. انكسر

..برغم رتابة ساعاتنا

.. برغم الضجر

..فلا زلت أؤمن أن القدر

.. يصر على جمع أجزائنا

.. ويرفض كل اتهاماتنا

.. برغم خريف علاقاتنا

.. برغم النزيف بأعماقنا

..وإصرارنا

.. على وضع حد لمأساتنا

.. بأي ثمن

.. برغم جميع ادعاءاتنا

.. بأني لن

.. وأنك لن

.. فإني أشك بإمكاننا

.. فنحن برغم خلافاتنا

.. ضعيفان في وجه أقدارنا

.. شبيهان في كل أطوارنا

.. دفاترنا .. لون أوراقنا

.. وشكل يدينا .. وأفكارنا

.. فحتى نقوش ستاراتنا

.. وحتى اختيار اسطواناتنا

.. دليل عميق

.. على أننا

.. رفيقا مصير .. رفيقا طريق

.. برغم جميع حماقاتنا


قصيدة نزار قباني " فالنتين"


الرسائل المحترقة

الرسائل المحترقة
أحقاً رسالاتي إليك تمزقت

وهن حبيباتي .. وهن روائعي

أأنكر ما فيهن ؟ لا يا صديقتي

عليهن أسلوبي .. عليهن طابعي

عليهن أحداقي ، وزرقة أعيني

وروعة أسحاري وسحر مطالعي

حروفي .. سفيراتي .. مرايا خواطري

وأطيب طيب في زوايا المخادع

وأجمل ما غنيت .. ما طرزت يد

وأكرم ما أعطت أنامل صانع

بأعصاب أعصابي .. رسمت حروفها

وأطعمتها من صحتي ، من مدامعي

وأنفقت أيامي .. أصوغ سطورها

بدقة مثال ، وأشواق راكع

أجيبي .. أجيبي .. ما مصير رسائلي

فإني مذ ضيعتها ألف ضائع ..

ألم تترك النيران منها بقية

ألم ينج حتى مقطع من مقاطعي ؟

حصيلة عام .. تنتهي في دقائق

وتلتهم النيران كل مزارعي

وتذهب أوراقي التي استهلكت دمي

فلا رجع موال .. ولا صوت زارع

أمطعمة النيران .. أحلى رسائلي

جمالك ماذا كان ؟ لولا روائعي

فثغرك بعض من أناقة أحرفي

وصدرك بعض من عويل زوابعي

أنا بعض هذا الحبر .. ما عدت ذاكراً

حدود حروفي من حدود أصابعي

أوريانتيا

أوريانتيا

صديقة من آسيا

الأنف من شيراز

والعينان من قفقاسيا

.. والشفتان .. زهرتا أضاليا

أوريانتيا

.. تكونت

من رغوة البحار

من نكهة المانغو

.. من الأصداف والمحار

من كل ما في الهند

من طيب .. ومن بهار

أوريانتيا

شاحبة جملت الشحوب

.. دافئة

كالبن في مزارع الجنوب

تائبة ! من قال ؟

جل الحسن أن يتوب

أوريانتيا

نهدان واقفان

كقبتي نحاس

في ذهب المغيب

صحنان صينيان رائعان

قلعان من لهيب

.. تزودا من آسيا

.. بزهرتي غاردينيا

.. بعنبر .. بفلفل .. بطيب

.. وحبتي زبيب

أوريانتيا

شاحبة جملت الشحوب

أوريانتيا

.. أحر ما عرفت من توابل الجنوب

الثلاثاء، 22 مارس 2011

ثلاث بطاقات من آسيا

ثلاث بطاقات من آسيا
من آسيا

عليك يا صديقتي السلام

.. فبعد عينيك أنا

لا أعرف السلام

قطعت في تشردي الطويل

.. يا قمري

يا أرنبي الجميل

يا رغوة الحليب والرخام

قطعت ألف عام

بدون عينيك . بلا خبز .. ولا طعام

! تصوري

أتي بلا عينيك .. ألف عام

بدون مصباحين أخضرين

.. بدون شمعتين

.. بينهما أنام

*

.. فيروزتي

ما زلت في سفينتي

أصارع الشموس ، واللصوص ، والدوارة

نزلت في مرافئ موبوءة المياه

صليت في معابد ليس لها إله

.. وأرخص الخمور ذقت

أرخص الشفاه

.. قتلت ألف مرة

.. غرقت ألف مرة

صلبت فوق حائط النهار

وسبعة قطعتها .. من أوسع البحار

من أخطر البحار

.. لمست سقف الشمس

كانت رحلتي انتحار

.. تصوري

أتي بلا عينيك ، يا حبيبتي ، قرون

لا كوكب في الأفق .. لا منار

بحارتي .. في السطح ميتون

وخبزي الإسفنج .. والمحار

تصوري الأرض وما تكون

يا أرنبي الحنون

بدون عينيك .. بلا فسقيه اخضرار

بدون شاطئين مقمرين

.. بدون غابتين

أنشد في حمامها القرار

أيظُن ؟

أيظن
أيظن أني لعبة بيديه؟

أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

وبراءة الأطفال في عينيه

ليقول لي : إني رفيقة دربه

وبأنني الحب الوحيد لديه

حمل الزهور إلي .. كيف أرده

وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده .. وكأنني

طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها

فرحت به .. رقصت على قدميه

سامحته .. وسألت عن أخباره

وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه ..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من قال إني قد حقدت عليه؟

كم قلت إني غير عائدة له

ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..

الحب و البترول

الحب والبترول ...!
متى تفهم ؟

متى يا سيدي تفهم ؟

بأني لست واحدةً كغيري من صديقاتك

ولا فتحاً نسائياً يضاف إلى فتوحاتك

ولا رقماً من الأرقام يعبر في سجلاتك ؟

متى تفهم ؟

متى تفهم ؟

أيا جملاً من الصحراء لم يلجم

ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم

بأني لن أكون هنا.. رماداً في سجاراتك

ورأساً بين آلاف الرؤوس على مخداتك

وتمثالاً تزيد عليه في حمى مزاداتك

ونهداً فوق مرمره.. تسجل شكل بصماتك

متى تفهم ؟

متى تفهم ؟

بأنك لن تخدرني.. بجاهك أو إماراتك

ولن تتملك الدنيا.. بنفطك وامتيازاتك

وبالبترول يعبق من عباءاتك

وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك

بلا عددٍ.. فأين ظهور ناقاتك

وأين الوشم فوق يديك.. أين ثقوب خيماتك

أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك

ويا من صارت الزوجات بعضاً من هواياتك

تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك

تحنطهن كالحشرات في جدران صالاتك

متى تفهم ؟

متى يا أيها المتخم ؟

متى تفهم ؟

بأني لست من تهتم

بنارك أو بجناتك

وأن كرامتي أكرم..

من الذهب المكدس بين راحاتك

وأن مناخ أفكاري غريبٌ عن مناخاتك

أيا من فرخ الإقطاع في ذرات ذراتك

ويا من تخجل الصحراء حتى من مناداتك

متى تفهم ؟

تمرغ يا أمير النفط.. فوق وحول لذاتك

كممسحةٍ.. تمرغ في ضلالاتك

لك البترول.. فاعصره على قدمي خليلاتك

كهوف الليل في باريس.. قد قتلت مروءاتك

على أقدام مومسةٍ هناك.. دفنت ثاراتك

فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك

كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك

ولم تهدم منازلنا.. ولم تحرق مصاحفنا

ولا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك

كأن جميع من صلبوا..

على الأشجار.. في يافا.. وفي حيفا..

وبئر السبع.. ليسوا من سلالاتك

تغوص القدس في دمها..

وأنت صريع شهواتك

تنام.. كأنما المأساة ليست بعض مأساتك

متى تفهم ؟

متى يستيقظ الإنسان في ذاتك ؟

سأخون وطني

من مقال \ ثالثا أو رابعا

لماذا نفشل في المفاوضات ؟


أولاً : لأن المفاوض الأجنبي يأتي إلى المحادثات وهو قابض الموضوع الذي جاء من أجله مئة في المئة ، بينما المفاوض العربي يأتي إلى المحادثات وهو غير قابض سوى راتبه وتعويضات سفره ز

ثانيا: المفاوض الأجنبي يسافر لإجراء المحادثات وموظفو سفارة بلاده وأجهزة اعلامها ومخابراتها ترقبه وترعاه وتقدم له كل مساعدة ممكنة للنجاح في مهمته ، بينما المفاوض العربي يسافر لإجراء تلك المحادثات وموظفو سفارة بلاده وأجهزة أعلامها ومخابراتها ترصد خطواته وتحصي أنفاسه حتى لو دخل إلى التواليت لتعرف إذا ما نطق بكلمة ليس فيها تأييد لنظام الحكم في بلاده بمناسبة وبدون مناسبة .

ثالثاوهو الأهم : المفاوض الإجنبي يجلس في مائدة المحادثات وخاصة إذا كانت تتعلق بقضية فلسطين وهو هاضم عبر تاريخه الطويل التراث العربي والاتيني والاغريقي ومعظم الاتجاهات السياسية والاقتصادية والفكرية في المنطقة وفي العالم ، بينما المفاوض العربي يجلس إلى مائدة المحادثات وهو هاضم عبر تاريخة الطويل ألف طن فول وألف خروف مكتف وفوقها حقوق شعبه وشعب فلسطين

الاثنين، 21 مارس 2011

حكم وأمثال في شعر المتنبي

وهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟
* * *
وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ
* * *
صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ
* * *
مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ
* * *
لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه
* * *
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا
* * *
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا
* * *
فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا
* * *
كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ
* * *
وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ
* * *
فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ
* * *
إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ
* * *
وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ
* * *
ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا
* * *
ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا
ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا
* * *
أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا
فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا
* * *
وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ
وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ
* * *
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
* * *
وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ
* * *
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
* * *
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ
* * *
وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ
* * *
لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ
* * *
وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ
* * *
وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ
* * *
وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ
* * *
أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ
* * *
وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ
* * *
إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ
* * *
ومَـــن جَـــهِلَت نَفســهُ قَــدرَهُ رَأًى غَــيرُهُ مِنــهُ مــا لا يَــرَى
* * *
نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
* * *
لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
* * *
يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
* * *
وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ
* * *
فــي النــاس أَمثِلَـةٌ تَـدُورُ حَياتُهـا كَمَماتِهـــا ومَماتُهـــا كَحَياتِهـــا
* * *
عِشْ عَزيــزاً أَو مُـت وَأَنـتَ كَـريم بيــن طَعــنِ القَنـا وخـفْقِ البنـود
* * *
فَــاطْلُبِ العِـزَّ فـي لظَـى وَدَعِ الـذُّ لَّ وَلَــو كــانَ فـي جِنـانِ الخـلُودِ
يقتــل العـاجِزُ الجبَـانُ وقَـد يَـعـ جــزُ عَــن قَطْـعِ بُخْـنُقِ المولـودِ
* * *
لا بِقَـومي شَـرفْتُ بـل شَـرفوا بـي وبنفْســـي فَخَــرت لا بِجُــدودي
* * *
وَمــا مــاضي الشــبابِ بمسـتَردٍّ وَلا يَــــوم يمُـــر بمســـتعادِ
* * *
متـى مـا ازددتُ مـن بَعـدِ التنـاهي فقــد وَقَـعَ انتِقـاصي فـي ازْدِيـادي
* * *
فــإن الجُــرحَ يَنفِــر بعـد حـينٍ إذا كــانَ البِنــاءُ عــلى فســاد
* * *
وَمِـن نَكَـدِ الدنيـا عـلى الحُرِّ أَن يَرَى عَــدُوًّا لــهُ مـا مـن صَداقَتِـه بُـدُّ
* * *
إِذا غَــدَرَتْ حَسْـناء وفَّـتْ بِعَهْدِهـا فَمِـنْ عَهْدِهـا أَنْ لا يَـدُومَ لَهـا عَهْـدُ
وإنْ عَشِــقَتْ كــانَتْ أَشَـدَّ صَبابَـةً وإِنْ فَـرِكَتْ فـاذْهبْ فمـا فِرْكُهـا قَصْدُ
وإِنْ حَـقَدَتْ لـم يبْـقَ فـي قَلْبِها رِضًى وإِنْ رَضِيَـتْ لـم يبْـق فـي قلبِها حِقدُ
كَــذلِكَ أَخْــلاقُ النِّســاءِ ورُبَّمــا يَضِـلُّ بهـا الهـادِي ويخْـفَى بِها الرُّشدُ
* * *
وحـيدٌ مِـنَ الخُـلانِ فـي كُـلِّ بَلـدةٍ إِذا عَظُــمَ المَطلــوبُ قَـلَّ المُسـاعِدُ
* * *
ولكــنْ إِذا لــم يَحـمِلِ القَلـبُ كَفَّـهُ عـلى حالـةٍ لـم يَحِـملِ الكَـفَّ ساعِدُ
* * *
بِـذا قَضَـتِ الأَيَّـامُ مـا بيـنَ أَهلِهـا مَصــائِبُ قَــومٍ عِنْـدَ قَـومٍ فَوائِـدُ
* * *
وكُـلٌّ يَـرَى طُـرْقَ الشَـجاعةِ والنَدَى ولكِـــنَّ طَبْــعَ النَفسِ للنَفسِ قــائِدُ
* * *
فــإِنَّ قَلِيـلَ الحُـبِّ بِـالعَقلِ صـالِحٌ وإِنَّ كَثِــيرَ الحُــبِّ بـالجَهْلِ فاسِـدُ
* * *
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى
* * *
ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَه تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا
* * *
ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا
إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا
ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى
* * *
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ
* * *
أبَــى خُــلُقُ الدُنيـا حَبِيبـاً تُدِيمُـهُ فَمــا طَلَبــي منهــا حَبِيبـاً تَـرُدُّهُ
وأًســرَعُ مَفعُــولٍ فعَلــتَ تَغَـيُّراً تكَــلُّفُ شـيءٍ فـي طِبـاعِكَ ضِـدُّهُ
* * *
وأتعَــبُ خَـلقِ اللِّـه مَـن زادَ هَمُّـهُ وقَصَّــرَ عَمَّـا تَشـتَهِي النَفسُ وَجـدُهُ
فـلا يَنَحـلِلْ فـي المَجـدِ مـالُكَ كُلُّـهُ فيَنْحَــل مَجــدٌ كـانَ بِالمَـالِ عَقـدُهُ
ودَبِّــرهُ تَدبِــيرَ الَّـذي المَجـدُ كَفُّـهُ إذا حــارَبَ الأعـداءَ والمَـالُ زَنـدُهُ
فَـلا مَجـدَ فـي الدُنيـا لِمَـنْ قَـلُّ مالُهُ وَلا مـالَ فـي الدُنيـا لِمَـن قَـلَّ مَجدُهُ
* * *
ومــا الصــارِمُ الهِنـدِيُّ إلا كَغـيرِهِ إذا لــم يُفارِقْــهُ النِجــادُ وغِمــدُهُ
* * *
وإِذا الحِـــلمُ لــم يَكُــنْ طِبــاعٍ لــم يَكُــنْ عــن تَقَــادُمِ المِيـلادِ
* * *
نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ
* * *
وكَــاتِمُ الحُـبِّ يَـوْمَ البَيْـنِ مُنهَتِـك وصــاحِبُ الـدمعِ لا تَخْـفَى سـرائِرهُ
* * *
إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ
* * *
وَقَنِعـــتُ باللُّقيـــا وأَوَّلِ نظــرَةٍ إن القَليــلَ مِــنَ الحَــبيبِ كَثـيرُ
* * *
ذَرِ النَّفْسَ تَــأخُذْ وُسْـعَها قَبْـلَ بيْنِهـا فمُفْــتَرِقٌ جــارانِ دارُهُمـا العُمْـرُ
وَلا تحْسَــبنَّ المَجْــدَ زِقًّــا وقيْنَـةً فَمـا المَجْـدُ إلا السَّـيْفُ والفَتْكـة البِكْرُ
* * *
إِذا الفَضْـلُ لـم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ عـلى هِبَـةٍ فـالفَضْلُ فيمَـنْ لهُ الشُّكرُ
ومَـنْ يُنْفِـق السَّـاعاتِ فـي جَمْعِ مالِهِ مَخافَــةَ فَقْــر فـالَّذي فَعَـلَ الفَقْـرُ
* * *
وإِنِّـي رأَيـتُ الضُّـرَّ أحسَـنَ مَنْظَـرًا وأَهْـوَنَ مِـن مَـرْأَى صَغـيرٍ بِـهِ كِبْرُ
* * *
وَمــا فـي سَـطوةِ الأَربَـابِ عَيْـبٌ ولا فـــي ذِلَّــةِ العُبْــدانِ عــارُ
* * *
فَــلا تَــرَجَّ الخَــيْرَ عِنـدَ امْـرِئ مَــرَّتْ يَــدُ النَخَّــاسِ فـي رَأسِـهِ
وَإِن عَــراكَ الشَــكُّ فــي نَفْسِــهِ بِحالِـــهِ فــانْظُر إلــى جِنســهِ
* * *
عَلَيــكَ إِذا هــزِلْتَ مــعَ الليـالِي وحَــولَكَ حـينَ تَسـمَنُ فـي هِـراشِ
* * *
مَـن كـان فـوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعُهُ فَلَيسَ يرفَعُــهُ شَــيءٌ ولا يَضَــعُ
* * *
إنَّ السِــلاحَ جَــميعُ النـاسِ تَحمِلُـهُ وَلَيس كــلُّ ذواتِ المِخــلَبِ السَـبُعُ
* * *
تَصفُــو الحَيــاةُ لجِـاهِلِ أو غـافِل عَمَّــا مَضَــى فِيهــا وَمـا يُتـوقَّعُ
ولِمَــن يُغـالِطُ فـي الحَقـائِقِ نَفسَـهُ ويَسُــومُها طَلــبَ المحـالِ فتطمَـعُ
أيــن الَــذي الهَرَمـانِ مـن بُنيانِـه مـا قَومُـهُ مـا يَومُـهُ مـا المَصـرَعُ
تَتَخــلَّفُ الآثــارُ عَــن أصحابِهـا حِينــاً ويُدرِكُهــا الفَنــاءُ فتَتبَــعُ
* * *
مــازِلتَ تَخلعُهـا عـلى مَـن شـاءها حَــتَّى لَبِســتَ اليَـومَ مـا لا تَخـلَعُ
* * *
غــير اختيــارٍ قبِلــتُ بِـرَّكَ لـي والجــوعُ يُـرضيِ الأُسـودَ بـالجيِفِ
* * *
فـإنْ يكُـنِ الفِعـل الـذي سـاءَ واحدًا فأَفعالُــهُ اللآئــي سَــرَرْنَ ألُـوفُ
* * *
نَبكـي عـلى الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ جَــمَعَتهُمُ الدُّنيــا فلــم يَتَفَرّقُــوا
* * *
فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ نَفــائِسٌ والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ الأحْــمَقُ
* * *
وأَنْفَسُ مــــا لِلفَتــــى لُبُّـــهُ وذو اللُّــــبِّ يَكـــرَهُ إِنفاقَـــهُ
* * *
والغِنــى فــي يَــدِ اللئـيم قَبيـحٌ قَــدرَ قُبــح الكَـرِيمِ فـي الإِمـلاقِ
* * *
وأَحـلَى الهَـوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ وفـي الهَجْـرِ فَهـوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي
* * *
وإِطــراقُ طَـرفِ العَيـنِ لَيسَ بِنـافِعٍ إِذا كـانَ طَـرفُ القَلْـب لَيسَ بِمُطـرِقِ
* * *
وَمـا الحُسـنُ فـي وَجـهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ إِذا لــم يَكُـنْ فـي فِعلِـهِ والخَـلائِقِ
* * *
إِذا قيــلَ رِفقًـا قـالَ للِحـلمِ مَـوضِعٌ وَحِـلمُ الفَتـى فـي غَـيرِ مَوضِعِهِ جَهْلُ
* * *
أبْلَــغُ مـا يُطلَـبُ النَّجـاحُ بـهِ الـ طَّبـــعُ وَعِنْــدَ التعَمُّــقِ الــزَّلَلُ
* * *
ومَــنْ يَــكُ ذا فَــمٍ مُـرٍّ مَـريضٍ يَجــد مُــرّاً بــه المـاءَ الـزُّلالا
* * *
إِنَعَـــم ولَــذَّ فللأُمــورٍ أواخِــرٌ أَبَـــدًا إِذا كــانَتْ لَهُــنّ أَوائَــلُ
مـا دُمـتَ مـن أَرَبِ الحسـانِ فإِنّمـا رَوق الشــبابِ عَلَيــكَ ظِـلٌّ زائِـلُ
للهـــوِ آوِنَـــة تمُـــرُّ كأَنهــا قُبَــلٌ يزَودهــا حَــبِيبٌ راحِــلُ
جَــمَح الزّمــانُ فـلا لَذيـذٌ خـالِصٌ مِمــا يَشــوبُ ولا ســرُورٌ كـاملُ
* * *
إذا مــا تَــأمَّلتَ الزَمــانَ وصَرفَـهُ تَيَقَّنْـتَ أَنَّ المَـوتَ ضَـربٌ مِـنَ القَتلِ
* * *
خـذ مـا تَـراه ودَع شَـيئاً سـمِعتَ بهِ فـي طَلعـة البـدرِ مـا يُغنِيكَ عن زُحَلِ
* * *
وليسَ يَصِــحُّ فــي الأَفهـام شَـيءٌ إذا احتــاج النَهــارُ إلــى دَلِيــلِ
* * *
إِذا الطَعـنُ لـم تُدخـلك فيـه شَـجاعةٌ هـي الطَعـن لـم يُدخِـلكَ فيـهِ عَذُولُ
* * *
سِــوَى وَجــع الحُسَّــادِ داوِ فإِنَّـهُ إذا حَــلَّ فــي قلــبٍ فَليسَ يَحُـولُ
ولا تَطمَعَــنْ مـن حاسِـدٍ فـي مَـوَدَّةٍ وإِنْ كُــنتَ تُبدِيهــا لــهُ وتُنِيــلُ
* * *
يهــونُ علَينـا أن تُصـابَ جسُـومُنا وتســلمَ أَعــراضٌ لَنــا وعُقــولُ
* * *
وأَتعَــبُ مَـن نـاداكَ مَـن لا تُجيبُـهُ وأَغَيـظُ مَـن عـاداكَ مَـن لا تُشـاكِلُ
* * *
وإِذا لــم تَجِــدْ مِــنَ النـاسِ كُفْـأً ذاتُ خِــدْرٍ أَرادَتِ المَــوتَ بَعــلا
ولَذِيــذُ الحَيــاةِ أَنفَسُ فــي النَـفْـ سِ وأَشــهَى مِــن أَنْ يُمَـلَّ وأَحـلَى
وإِذا الشَـــيخُ قــالَ أُفٍّ فَمــا مَـ لّ حَيــاةً وإِنَّمــا الضّعْــفَ مَــلا
آلـــةُ العَيْشِ صِحَّـــةٌ وشَــبابٌ فــإِذا وَلَّيــا عَــنِ المَـرءِ وَلَّـى
أَبَــداً تَسْــتَرِدُّ مــا تَهَـبُ الـدُّنـ يــا فيـا ليـتَ جُودَهـا كـانَ بُخـلاْ
* * *
وَهْـيَ مَعْشُـوقةٌ عـلى الغَـدْرِ لا تَحْـ فَــظُ عَهْــداً ولا تُتَمِّــمُ وَصــلا
* * *
شِـــيَمُ الغانِيــاتِ فيهــا فَمــا أَدْ رِي لِــذا أَنَّـثَ اسْـمَها النـاسُ أم لا
* * *
وإِذا مــا خَــلا الجَبــانُ بــأَرضٍ طَلَــبَ الطَعْــنَ وَحْــدَهُ والـنِزالا
* * *
إِنَّمـــــا أَنْفُسُ الأَنِيسِ سِــــباعٌ يَتَفارَســـنَ جَـــهرةً واغتِيـــالا
مَــن أَطـاقَ التِمـاسَ شَـيءٍ غِلابـاً واغتِصابــاً لــم يَلْتَمِسْــهُ سُــؤَالا
كُـــلُّ غـــادٍ لِحاجــةٍ يَتَمنَّــى أَنْ يَكُـــونَ الغَضَنْفَـــرَ الرِئبــالا
* * *
لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ
* * *
كَدعـواك كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل
* * *
ذَرِينـي أَنِـلْ مـا لا يُنـال مِـنَ العُلى فصَعـبُ العُـلَى فـي الصَّعْـبِ والسَّهْلُ
تُريــدين لُقْيــانَ المَعـالي رَخيصـة ولا بُـدَّ دُون الشّـهدِ مِـن إبَـرِ النَحـل
* * *
يَجْــني الغِنــى لِلئــامِ لَـو عقَلـوا مــا ليسَ يجــني عليهِــمِ العُــدُمُ
هُـــمُ لأمـــوالهِم وَلســن لَهُــمْ والعــارُ يَبقــى والجــرحُ يَلتَئــمُ
* * *
خَــليلُكَ أنْــتَ لا مَـنْ قُلْـتَ خِـلِّي وَإنْ كَـــثُرَ التَّجَـــمُّلُ والكَـــلامُ
* * *
وَشِــبْهُ الشَّــيءِ منْجَــذِبٌ إلَيْــهِ وأشْــــبَهُنا بِدُنْيانـــا الطَّغـــامُ
ولـــو لَــمْ يَعْــلُ إلاَّ ذو مَحَــلٍّ تَعــالى الجَــيْشُ وانْحَــطَّ القَتــامُ
* * *
ومَــنْ خَــبَرَ الغَــواني فـالغَواني ضِيـــاءٌ فــي بَواطِنِــهِ ظَــلامُ
* * *
ومـــا كُـــلّ بمَعْــذورٍ ببُخْــلٍ ولا كُـــلّ عــلى بُخْــلٍ يُــلامُ
* * *
تَلَــذُّ لَــهُ المُــروءةُ وَهْـيَ تُـؤْذي ومَــنْ يَعْشَــقْ يَلَــذُّ لَــهُ الغَـرامُ
* * *
لا افتِخـــارٌ إِلا لِمَـــنْ لا يُضــامُ مُـــدرِك أَو مُحـــارِبٍ لا يَنــامُ
لَيْسَ عَزمًـا مـا مَـرَّض المَـرءُ فيـهِ لَيْسَ هَمًّــا مـا عـاقَ عنـهُ الظَّـلامُ
واحتِمــالُ الأَذَى ورُؤْيَــةُ جــانيـ ه غِــذاءٌ تَضْــوَى بِــهِ الأَجْسـامُ
ذَلَّ مـــن يَغبِـــطُ الــذًّليلَ بِعَيشٍ رُبَّ عَيشٍ أَخَـــفُّ منــهُ الحِمــامُ
كُــلُّ حِــلمٍ أتــى بِغَــير اقتِـدارٍ حُجَّـــةٌ لاجِــىءٌ إليهــا اللِّئــامُ
مَــن يَهُــن يَسـهُلِ الهَـوانُ عَلَيـهِ مـــا لُجِـــرْحٍ بِمَيِّــتٍ إِيــلامُ
* * *
إن بعضًــا مِــنَ القَــريض هُـذاءٌ لَيسَ شَـــيئًا وبَعضَـــهُ أَحكـــامُ
* * *
إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ
فطَعْــمُ المَــوتِ فـي أَمـرٍ حَـقِيرٍ كــطَعْمِ المَــوتِ فـي أَمـرٍ عَظِيـمِ
* * *
يَــرَى الجُبَنــاءُ أَن العجـز عَقـلٌ وتلـــكَ خديعــةُ الطّبــع اللئــيمِ
وكُــلُّ شَــجاعةٍ فـي المَـرء تُغنِـي ولا مِثــلَ الشّــجاعة فــي الحَـكِيمِ
وكــم مــن عـائِبٍ قَـولاً صَحيحًـا وآفَتـــهُ مِـــنَ الفَهــمِ السّــقِيمِ
ولكِــــنْ تَـــأخذُ الآذان منـــهُ عــلى قَــدَرِ القَــرائِحِ والعُلُــومِ
* * *
وإذا كـــانتِ النُفـــوسُ كِبـــاراً تَعِبَــتْ فــي مُرادِهــا الأَجســامُ
* * *
ومــا انتِفـاعُ أَخـي الدُنيـا بِنـاظرِهِ إِذا اســتَوَتْ عِنـدَهُ الأَنـوارُ والظُلَـمُ
* * *
إِذا رَأيــتَ نُيُــوبَ اللّيــثِ بـارِزَةً فَــلا تَظُنَّــنَ أَنَّ اللَيــثَ يَبْتَسِــمُ
* * *
شَــرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَـديقَ بـهِ وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ
* * *
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ
* * *
ومـا تَنفَـعُ الخَـيلُ الكِـرامُ وَلا القَنـا إِذا لــم يَكُــنْ فَـوقَ الكِـرامِ كِـرامُ
* * *
تَغُــرُّ حَــلاواتُ النُفــوسِ قُلوبَهـا فتَخْتــارُ بعـضَ العَيشِ وَهْـوَ حِمـامُ
وشَــرُّ الحِمـامَينِ الـزُؤَامَينِ عِيشـةٌ يَــذِلُّ الَّــذي يَختارُهــا ويُضــامُ
* * *
إِذا سـاءَ فِعْـلُ المَـرء سـاءَت ظُنُونُهُ وصَــدقَ مــا يَعْتــادُهُ مِـن تَـوَهمِ
وعــادَى مُحبيــهِ بِقَــولِ عُداتِــهِ وأَصْبَـحَ فـي لَيـلٍ مـنَ الشَـك مُظْلِمِ
* * *
وَمــا كُــل هـاو للجَـمِيلِ بِفـاعلٍ وَلا كُـــل فَعـــالٍ لَــهُ بمتَمــم
* * *
لِمَـنْ تَطْلُـب الدُنيـا إِذا لـم تُـردْ بِها ســرور محــب أو مَسـاءَةَ مُجـرِم
* * *
يُحــبُّ العــاقلونَ عـلى التَصـافِي وحُــبُّ الجــاهلِينَ عــلى الوسـام
* * *
أرَى الأجـــدادَ تغلبُهـــا كَثــيرًا عـــلى الأولادِ أخـــلاقُ اللِّئَــامِ
* * *
ولــم أرَ فـي عُيـوبِ النـاس شَـيئًا كــنَقصِ القــادِرِينَ عــلى التَّمـامِ
* * *
حَـتَّى رَجَـعتُ وأقلامـي قَـوائلُ لـي المَجْــدُ لِلســيفِ لَيسَ المَجْـدُ لِلقَلَـمِ
أُكــتُبْ بِنـا أبَـداً بَعـدَ الكِتـابِ بـهِ فإنَّمــا نَحــنُ لِلأســيافِ كــالخَدَمِ
* * *
ولــم تَـزَلْ قِلَّـةُ الإِنصـافِ قاطِعـةً بَيـنَ الرِجـالِ ولَـو كـانُوا ذَوِي رَحِـمِ
* * *
وَلا تَشَــكَّ إلــى خَــلقٍ فتُشــمِتَهُ شَـكْوَى الجَـرِيحِ إلـى الغِربانِ والرَخمِ
وكُــنْ عــلى حَـذَرٍ لِلنـاسِ تَسـتُرُهُ ولا يَغُــرَّكَ مِنهُــم ثَغــرُ مُبتَســمِ
غَـاضَ الوَفـاءُ فمـا تَلقـاهُ فـي عِـدَةٍ وأعـوَزَ الصِـدقُ فـي الإخبـارِ والقَسمِ
* * *
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ
* * *
فَقــرُ الجـهُولِ بـلا قَلـبٍ إلـى أَدَبٍ فَقْـرُ الحِمـارِ بـلا رأسٍ إلـى رَسَـنِ
* * *
لا يُعجِــبنّ مَضيمًــا حُســنُ بِزّتِـهِ وهَــل تَـرُوقُ دَفينًـا جُـودَةُ الكَـفَنِ
* * *
اَلــرَأْيُ قَبــلَ شَــجَاعَةِ الشُـجعانِ هُــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثـاني
فــإِذا هُمــا اجتَمَعــا لِنَفسٍ حُــرَّةٍ بَلَغــتْ مــنَ العَليــاءِكُلَّ مَكــانِ
ولَرُبَّمــا طَعَــنَ الفَتَــى أَقرانَــهُ بِــالرَأْيِ قَبْــلَ تَطــاعُنِ الأَقـرانِ
لَــولا العُقـولُ لَكـانَ أَدنَـى ضَيغَـمٍ أدْنَــى إلــى شَـرفٍ مـنَ الإنْسـانِ
* * *
تَلْقَــى الحُسـامَ عـلى جَـراءةِ حَـدِّهِ مِثْــلَ الجَبــانِ بِكَـفِّ كُـلِّ جَبـانِ
* * *
صَحــب النــاسُ قَبلَنـا ذا الزَمانـا وعَنــاهُم مــن شــأنِهِ مـا عَنانـا
وتَولـــوا بِغُصــةٍ كُــلهُمْ مِــنـ هُ وإِنْ سَـــرَّ بَعضَهُـــم أَحيانــا
رُبَّمــا تُحْسِــنُ الصَنِيــعَ ليـالِيـ هِ ولكــــنْ تُكـــدِّر الإِحســـانا
وكأَنَّـا لـم يَـرْضَ فينـا بِـريب اَلدَّهـ رِ حَـــتَّى أَعانَــهُ مَــنْ أعانــا
كُلَّمـــا أَنبَـــتَ الزَمــانُ قَنــاةً رَكَّــبَ المَــرْءُ فـي القَنـاةِ سِـنانا
ومُــرادُ النُفُــوس أَصغَـرُ مِـن أَنْ تَتَعـــادَى فيـــهِ وأَنْ تتَفـــانَى
غَــيْرَ أَنَّ الفَتَــى يُلاقِــي المَنايـا كالحـــاتٍ وَلا يُلاقِـــي الهَوانــا
ولَــــوَ أنَّ الحَيــــاةَ تَبْــــقَ لَعَدَدْنــــا أَضَلَّنـــا الشُـــجْعانا
وإِذا لَــم يَكُــن مِــنَ المَـوتِ بُـدُّ فمِــنَ العَجــزِ أَنْ تَكُــونَ جَبَانــا
كُـلَّ مـا لـم يَكُن مِنَ الصَعْبِ في الأَنْـ فُسِ سَــهلٌ فيهــا إِذا هــو كَانــا
* * *
كَـفَى بِـكَ داءً أن تَـرى المَـوتَ شافِيَا وحَسْــبُ المَنايــا أنْ يَكــنَّ أمانِيـا
* * *
فَمـا يَنفَـعُ الأُسْـدَ الحَيـاءُمنَ الطَـوى وَلا تُتقَــى حَــتَّى تَكُـونَ ضَوارِيـا
* * *
إِذا الجُـودُ لـم يُرزَقْ خَلاصًا منَ الأذَى فَـلا الحَـمدُ مَكسُـوباً وَلا المـالُ باقِيـا
وللنَّفْسِ أخــلاقٌ تَــدُلَّ عـلى الفَتَـى أكــانَ سَـخاءً مـا أتـى أم تَسـاخِيا